علم الحروف والجفر والزايرجة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم الحروف والجفر والزايرجة

علوم ؛رياضيات ؛قضاء حوائج ؛ادعية ؛تنبؤات مستقبلية ؛تفسير احلام:-تاويل :احداث العالم ؛اخبار مايدور حولك:الحرب العالميةالثالثة وقتها ومن يبدأ بها؛حكم واحاديث وروايات وقصص
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدرس الحادي عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منتظرالفرج
مديرالمنتدى والمشرف العام
مديرالمنتدى والمشرف العام
منتظرالفرج


عدد المساهمات : 993
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

الدرس الحادي عشر Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الحادي عشر   الدرس الحادي عشر Icon_minitime1الأحد 17 أكتوبر 2010, 2:43 am

[color=brown]font color=][color=" brown?][b][size=16]القاعدة [/font">(7): تصريف المكونات الأولية


(حرف الهجاء/ الشكل/ الإعجام)




إن القاعدة الرابعة التي يتفصل إليها إجراء الإنصات والاستنباط أن نلحظ التحولات في المكونات الأولية للكلمة وهي حروف الهجاء، فقاعدة إبدال الآيات: (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل)101/16، تنطبق على حروف هجاء الكلمة في الخطاب باعتبار حروف الهجاء يشملها مصطلح (آيات)، كما يدل على ذلك قوله تعالى: (ا ل ر تلك آيات الكتاب الحكيم)1/10..

الا ان حروف الهجاء لما كانت مُشَكلة، فان تحريك الشكل يمكن ان نعتبرة يأتي في اطار ابدال الحروف، بمعنى ان رفع الفتحة وابدالها بالكسرة او الضمة او السكون، يعني اننا حذفنا الحرف المفتوح واحللنا محله حرف مكسور او مضموم او ساكن. مما يعني ان للحرف الواحد عدة اشكال، فهو مفتوح تارة، ومكسور تارة، وساكن تارة ثالثة، ومشدد تارة رابعة، ويمكن ابدال احداشكال الحرف بأشكاله الاخرى. فمثلا عندما يقرأ زيد: (ينطق) بفتح الياء وضم الطاء، ويقرأ الإمام الصادق الكلمة ذاتها، بضم الياء وفتح الطاء، ففي هذه الحالة يكون قد رفع حرف الياء المفتوح وابدله بحرف ياء مضموم، ورفع حرف الطاء المضموم وابدله بحرف طاء مفتوح. مما يعني ان ابدال الشكل هو ابدال للحرف وليس الامر مقتصر على الشكل. رغم ان هذا الاخير لا يمتنع تصوره، الا انه يعتبر وجها من الوجوه ومعنى من المعاني يقف بجوار الوجه والمعنى المشار اليه.

كذلك الامر ينسحب على الاعجام، فاذا ما اعجمنا حرفا غير معجم، فاننا في الحقيقة رفعنا الحرف المعجم واحللنا محله الحرف غير المعجم، فمثلا، عندما نقرأ: (خلفك) بالابدال: (خلقك)، فهنا لم نزد نقطة على نقطة الفاء، كما قد يقال، وانما رفعنا حرف الفاء واحللنا بدل عنه حرف القاف. وفي قراءتنا: (حرف) بـابدالها بـ (جرف)، فهنا لم نضف نقطة فحسب، وانما رفعنا حرف الحاء واحللنا محله حرف الجيم، ولم يقتصر الامر على ابدال يتم على مستوى النقاط، رغم ان هذا الاخير ايضا لا يمتنع تصوره، الا انه يعتبر وجه من الوجوه ومعنى من المعاني يقف بجوار الوجه والمعنى المشار اليه.

وهكذا نجد ان لإبدال على مستوى الشكل او الاعجام في الوقت الذي يمكن ان ينظر اليه بصورة مستقلة، باعتباره تحريكا لهذه الآيات، أي الشكل والاعجام، فحسب، ويهمل تصور ان الابدال طال حروف الهجاء التي تتعلق بها تلك العلامات. كذلك يمكن ان ينظر اليه باعتباره تحريكا على مستوى الآيات التي تمثلها حروف الهجاء. باعتبار حركات الشكل ونقاط الاعجام لا تستقل عن الحروف وهي جزء منها، وتغيير الشكل او الاعجام هو تغيير للحرف وليس تغيير لعلاماته فحسب. وهو التصور الذي نمنحه الأولوية في شرح هذه القاعدة، لتكون مختصة بحروف الهجاء فحسب فيتوحد موضوعها.

نخلص من كل ما تقدم، الى تصور الموضوع في محورين:

الاول: ان مفهوم الايات ينطبق على حروف الهجاء بصورتها التفصيلية التي فيها يراعى شكلها واعجامها، بحيث يكون أي ابدال لاي جزء من الحرف هو ابدال لحرف بحرف اخر.

الثاني: ننظر الى متعلقات الحرف بانها هي الاخرى يشملها مفهوم الايات، ولذلك يمكن النظرالى التغييرات فيها بصورة مستقلة عن حرف الهجاء المتعلقة به، مما يجعل التحول فيها هو تحول في ايات مكافئة للآيات التي تمثلها حروف الهجاء، وهي غيرها.

وتصريف الآيات على مستوى حروف الهجاء ومتعلقاتها يترتب عليه تولد وتثبيت وجوه ونسخ وابطال وجوه أخرى. فالآيات (حروف الهجاء، والشكل، والإعجام) تمارس على الخطاب القرآني التثبيت والابطال في إطار النسخ، فالكلمة عند تجريدها من النقاط والشكل كما في صدر الاسلام، فان ذلك يجعل هناك احتمالات كثيرة يمكن قراءة الكلمة القرآنية بها، بينما التشكيل والاعجام هو اثبات للكلمة على وجه من وجوهها لتفيد معنا واحدا عادة، وتصادر بقية الوجوه نسخا، لذلك تم رفض التنقيط الذي يفيد الاعجام او الذي يعبر عن الشكل، وحرص الفقهاء القرّاء ان يكون القرآن عاري من النقاط.

والقاعدة التي تحكم تصريف الحروف او المكونات الأولية، تتمثل فيما تمليه النظائر، حيث مقارنة النظير بالنظير قد يوحي بإمكانية اجراء الإبدال على مستوى الحرف أو الشكل أو الاعجام. فالمقارنة بين النظيرين: (يأكلهن سبع عجاف) والنظير: (وما أكل السبع)3/5. يكشف ان هناك حرف الف محذوف من (سبع) وانه يمكن قراءتها (سباع)، فيكون الوجه الثاني يحدد الآكل بينما يحدد الوجه الأول عددها بسبعة. ايضا من النماذج الشاهدة في هذا الاطار قراءة القرّاء: (إني نذرت للرحمن صمتا)، وهي في مصحف زيد بن ثابت، المسمى بـالمصحف العثماني،الذي بين أيدينا اليوم: (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا)26/19. فقاعدة ابدال المكونات تعويضا، توضح ان هناك ترادف بين مكونات الخطاب القرآني: (نذر: صام: لن يكلم) مترادفات، فعبارة (لن اكلم) هي التي أملت التغيير في حروف (صوما) فقرئت (صمتا). وهذه الاخيرة هي كلمة قرآنية: (أدعوتموهم أم أنتم صامتون)193/7.

و القاعدة الثانية انه يمكن المصادقة على التصريفات الناتجة عن ابدال هذه المكونات الأولية بالكشف عن آيات قرآنية تصادق على الوجه الناشئ. فمثلا قرأ الامام علي(ع): (ونادى نوح ابنها)، بينما هي في مصحف زيد : (ونادى نوح ابنه)42/11، فاضافة الالف الى كلمة (ابنه) لتقرأ (ابنها) تمت بدلالة النظير الذي يتمثل في قوله تعالى: (قال يانوح إنه ليس من أهلك)46/11، فنفي الله ابوة نوح عن كنعان، المفترض ان يكون ابنه، مما يكشف عن وقوع خيانة زوجية، لذلك اعتبرته قراءة الإمام علي انه ابن زوجته وليس ابن له، يصادق على ذلك النظير: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين)10/66.

ايضا من الشواهد قوله تعالى: (ابتغاء حلية)17/13، مؤول بالنظير: (لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا)98/4، فينسخ النظير المجيب (حلية) بوجه باطن هو (سبيل). هذا وجه للتصريف، الوجه الثاني للتصريف ينكشف بملاحظة الكلمتين المترادفتين على مستوى حروف الهجاء، فعند المقارنة بين معنى الكلمتين، يمكن تحوير الكلمة الاولى بالتقديم والتأخير بين حروف هجاء (حلية). لتقرأ: "ابتغاء حيلة"، بمعنى سبيل وطريقة. يصادق على ذلك المقارنة بين الاية قيد البحث: (ابتغاء حلية)17/13، والنظير: (يبتغون إلى ربهم الوسيلة)57/17، فمعنى الحيلة هي الوسيلة. فصار اكتشاف معنى (حلية) في (سبيل، ووسيله) املى علينا التصريف بحروف هجاء (حلية) وفق قاعدة التقديم والتأخير لتقرأ (حيلة)..

احيانا هناك تناظر مضاعف بين الايات، تناظر على مستوى الكلمات، وتناظر على مستوى حروف الهجاء: فالتساؤل عن معنى (حافظ) في قوله تعالى: (النجم الثاقب، إن كل نفس لما عليها حافظ)3-4/86، يقودنا الى النظير الوسيط: (إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب)10/37، الذي يقودنا الى النظير المجيب: (وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا)8/72، فينسخ النظير وجه (حافظ) في وجه مساوق هو (حارس)، او العكس ينسخ النظير وجه (حرسا) في وجه مساوق هو (حفظة)، فتملي صيغة الكلمة نفسها على الكلمة النظيرة. واذا ا لحظنا الكلمتين (حافظ: حارس) على مستوى حروف الهجاء، فانهما يتحدان في (حا) مما يجعل المقطعين المختلفين (فظ) و(رس) مترادفين. فيصح تصريف (حارس) على ضوء (حافظ) فينشأ عن ذلك ابدال المقطع والتعويض عن المقطع المختلف في الايتين. فتنقلب حارس الى حافظ .

يضاف الى ذلك، امكانية ملاحظة التناظر بين حروف هجاء كلمتين، في الخطاب القرآني، كما كنا نلاحظ التناظر بين كلمتين او عباريتين في الخطاب القرآني، فكما يدل التناظر على وجود علاقة تفسيرية بين المقطعين المختلفين من الايتين المتناظرتين، يدل التناظر في (جاء) بين الايتين: (جاء أجلهم)45/35، (جاء أحدكم الموت)61/6، يدل على ان (الموت) في الاية الثانية يفسر كلمة (الاجل) في الاية الاولى. يضاف الى ذلك ان هناك تناظر في حروف هجاء الكلمتين يدل على وجود ترادف بين المقطعين المختلفين، فالنظيران (طلع منضود) (وطلح منضود) يحتويان على تناظر مضاعف، فهناك تناظر على مستوى الكلمات، حيث التناظر في (منضود) يدل على الترادف بين (طلع) و(طلح)، والى جانب هذا التناظر وما يدل عليه هناك تناظر على مستوى حروف الهجاء حيث يدل (طلـ) من [(طلـ)ـح و( طلـ)ـع] على وجود ترادف بين حرف العين وحرف الحاء. استثمره ابن مسعود عندما قرأ: (حتى حين) بلغة هذيل (عتى حين) فأبدل حرف الحاء بالعين.

ايضا من الامثلة في هذا السياق قوله تعالى: (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)286/2، كلمة (طاقة) في الاية يمكن فهمها بمعنى الطاقة الكهربائية، وعلى ضوء وجود تناظر على مستوى حروف الهجاء بين (طاقة) (طاغية) يمكن ابدال الكلمة بالاخرى، أي حذفنا (غي) وعوضنا عنها بحرف القاف، فنقرأ: (فأهلكوا بالطاغية)5/69، بعد التصريف بهذه الكيفية: "فأهلكوا بالطاقة "، ونقرأ: (واجتنبوا الطاغوت)36/16، بعد التصريف بهذه الكيفية"واجتنبوا الطاقة"، أن تهلككم ...

ولما كان التناظر على مستوى حروف الهجاء سهل التحقق، فان ثمانية وعشرين حرفا هي مجمل الفبائية اللغة، يمكن ان تترادف، فتؤول الحروف الى بعضها، واكتشاف هذا يجعل من شأن مجمل الابدل نسخا على مستوى حروف الهجاء جائزا، مادام لا يتناقض الوجه المتولد مع بقية آيات القرآن، بل لابد ان يوجد ما يصادق ويشهد على سلامة التحريك الحروفي المجرى، انطلاقا من مبدأ التصديق المتبادل الذي يفرض نفسه على علاقة مكونات الخطاب ببعضها: ((كتاب الله ... ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ولا يختلف في الله، ولا يخالف بصاحبه عن الله)).

والذي يعزز هذا التصريف في المكونات الأولية، معرفتنا إن الخطاب القرآني في صدر الإسلام لم يكن مرقما بالحركات أو بالاعجام. لا لجهل العرب آنذاك بهذه العلامات، كما هو المشهور، وإنما باعتبار أن هذه العلامات الأولية تمثل نسخا لمكونات الخطاب، تثبت الكلمة على وجه وتصادر الوجوه الأخرى. لذلك ورد في الخبر إن القارئ الجليل ابن مسعود، كان يقول: ((جردوا القرآن ليربوا فيه صغيركم))، ((أراد تجريده من النقط .. لئلا ينشأ نشء فيرى أنها من القرآن)). فكانت غاية الرسالة جعل الخطاب في ظل التأويل منفتحا على كل الوجوه. بالإضافة إلى اعتبار العرب إن اعتماد التشكيل والإعجام هو إساءة ظن بالمرسل الموجه إليه الكتاب، بحمله على عدم الفهم، فهم يحسنون الظن ببعضهم عندما يجردون الكتابة من الترقيم.

وهنا نماذج للقراءات بنسخ الحروف في الصدر الأول:

قرأ الإمام علي (ع): (الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم)، بدل (فرّقوا)32/30، في قراءة زيد. وقرأ الإمام علي (ع) وابن مسعود وآخرون: (إني نذرت للرحمن صمتا)بدل (صوماً)26/19، في قراءة زيد. وعن ابن عباس انه قرأ: (حتى تستأنسوا وتسلموا)24/27، قال: إنما هي خطأ(
*) من الكاتب: (حتى تستأذنوا وتسلموا)، عن ابن عباس في قوله: (وقضى ربك)23/17، قال: إنما هي: (ووصى ربك)، ثم قرأ: (ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبل وإياكم أن اتقوا الله)131/4، فلو كانت قضاء من الرب لم يستطع احد رد قضاء الرب، ولكن وصية أوصى بها العباد! . وعن أبي بصير عن أبي عبدالله: (ولا تقولوا لمن ألقي إليكم السلم لست مؤمنا)، بدل (السلام)94/4. ويمكن ملاحظة الحركة التأويلية لحروف الهجاء باستقراء حركة حرف (الألف)، باعتباره الحرف الأوضح في حركته، من بين حروف هجاء اللغة، وذلك من خلال الأمثلة التالية التي تمثل قراءات مروية: لأماناتهم: لأمنتهم: لأمانتهم 8/23. يخادعون: يخدعون 9/2. مهدا: مهادا 6/78. وعدنا: واعدنا 51/2. غيابات: غيابة 10/12. ورياشا: وريشا 26/7.

وهنا نماذج للقراءات بنسخ الحروف شكلا في الصدر الأول:

عن على بن أبي طالب (ع) انه قرأ: (يا ويلنا مِنْ بَعْثِنَا من مرقدنا)، بكسر ميم (مِنْ) والثاء من (بعثِنا)، بينما هي في قراءة زيد: (يا ويلنا مَنْ بَعَثَنَا من مرقدنا)52/36. وقرأ علي (ع) أيضا: (لقد عَلِمتُ ما أنزل هؤلاء إلا رب العالمين)، بالرفع بدل النصب، قال (ع): ((والله ما علم عدو الله (أي فرعون) ولكن موسى هو الذي علم)). عن الحسن بن جاعد قال: قال أبو الحسن الأول (ع) كيف تقرأ هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلِمون)102/3، قال: ماذا؟ قلت: (مسْلِمون)، فقال: سبحان الله يوقع عليهم الإيمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الإسلام، والإيمان فوق الإسلام: قلت: هكذا يقرأ في قراءة زيد بن ثابت، قال: إنما هي قراءة علي (ع) وهو التنزيل الذي نزل به جبرائيل على محمد عليهما الصلاة والسلام: (إلا وانتم مسَلِّمون) لرسول الله (ص) ثم للإمام من بعده)). وعن أبي بصير عن الإمام الصادق (ع)، انه قرأ قوله تعالى: (هذا كتابنا يُنطق عليكم بالحق)، بدل (يُنطق) وأضاف (ع) قائلاً: إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق(
*)، ولكن رسول الله (ص) هو الناطق بالكتاب.

ونماذج للقراءة بنسخ الحروف اعجاما في الصدر الأول:

قُرئ: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلقك آية)، بدل (خلفك)92/10. وقرئ: (فتوبوا إلى بارئكم فاقيلوا أنفسكم)، بدل (فاقتلوا أنفسكم)54/2. وقرئ: (هنالك تتلوا كل نفس ما أسلفت) بدل (تبلوا)10/30. وقُرئ: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنثوبنهّم في الجنة غرفا)بدل: (لنبؤنّهم)58/29. قرئ قوله تعالى: (نجازي إلا الكفور) 17/34، بعدّة قراءات: تجازي، يجازي، نجازي. وعلى ضوء ذلك يمكن فهم الكثير من القراءات، منها: لا يقبل: لا تقبل. يعلمون: تعلمون. ننشرها: ننشزها. يكاد السماوات: تكاد السموات. (وإذا فزع): (وإذا فرغ). (ويقص الحق): (ويقضي الحق). (وليفرق أهلها): (ولتفرق أهلها). (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا): (إذا جاءكم فاسق بنبأ ‎فتثبتوا). (نكفر): (يكفّر). (يعلمه): (نعلمه).

ويمكننا عرض نماذج لكل قاعدة من قواعد الانفة في اطار حروف الهجاء، كالتالي:

1. قاعدة الابدال(التعويض)

قوله تعالى: (أقم الصلاة وأمر بالمعروف)17/31، مؤول بالنظير: (أصلاتك تأمرك)87/11، الذي يكشف ان (وأمر) تصرف الى وجه هو (تأمرك)، فيدل التناظر على امكانية التعويض عن الواو بالتاء، لنقرأ بالقطع: " الصلاة تأمر بالمعروف".



2. قاعدة الاكمال

قوله تعالى: (فنجيناه وأهله من الكرب العظيم)76/21، مؤول بالنظير: (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم)6/14، فهذا النظير يفسر (الكرب) بوجه مساوق هو (البلاء)، ولكن على المستوى الحروفي، نكتشف ان هناك علاقة اكمال بين كرب وبلاء، بحيث يمكن قراءتها (كربلاء)، ويصادق على هذا المعنى نظم خطاب احد الايتين (يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم)6/14. ففي كربلاء مس ال الرسول سوء العذاب فذبحت الرجال واستحييت النساء..

3. قاعدة الحذف

قوله تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا)161/2، يمكن قراءاتها بحذف حرف الواو من (وماتوا) بالكيفية التالية: " إن الذين كفروا ماتوا ". يصادق على ذلك النظير: (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين)70/36، فجعل الخطاب القرآني المؤمن حيا ويقع في قبال الكافر الذي عرفه ضمنا بالميت ...

4. قاعدة التقديم والتأخير

قوله تعالى: (الهون بما كانوا يكسبون)17/41، بالنظر الى النظير: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب)64/29، فالمقارنة بين (الهون) و(لهو) يملي علينا اجراء تقديم وتأخير على مستوى حروف هجاء كلمة (الهون) بتقديم الالف على اللام، لنقرأ: (لاهون)، فتكون قراءة الاية: "لاهون بما كانوا يكسبون"، مما يصادق على القراءة الناتجة آيات: (ألهاكم التكاثر)1/102، (وتكاثر في الأموال والأولاد)20/57، فكان التكاثر بالاموال والاولاد هو الكسب الذي يلهي انسان الحياة الدنيا: (ما أغنى عنه ماله وما كسب)2/111.

بعد هذا، يمكن تقديم هذه الباقة من التصريفات على مستوى المكونات الأولية لتفيد وجوها وقراءات مستحدثة :

النموذج الأول:

قوله تعالى: (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون)68/36، اذا أرجع إلى النظير: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا)5/22، فالمقطع (افلا يعقلون) يمكن ان نصرفه بما يفيد(لا يعلم من بعد علم شيئا)، أي بحذف الألف من (أفلا) فنقرأ: " ومن نعمره ننكسه في الخلق فلا يعقلون"، تعبير عن الخرف.

النموذج الثاني:

قوله تعالى: (والعاديات ضبحا)، فبالإمكان قراءة كلمة (ضبحا) بحذف نقطة الضاد، ليتحول الحرف من (ضاد) إلى (صاد)، لنقرأ: (والعاديات صبحا)، ثم بالمقارنة بين الآية وقوله: (فالمغيرات صبحا)3/100، يتأكد هذا المعنى، حيث تصبح (العاديات صبحا)، أي المغيرات صبحا. مما يعني أن (العاديات) مشتقة هاهنا من العدوان والإغارة، لا من العدو والركض، وان بقى ذلك وجه معتمد...

النموذج الثالث:

قوله تعالى: (فالمدبرات أمرا)5/79، يمكن قراءاتها بقلب الباء ياء، لنقرأ: "فالمديرات أمرا"، وعلى ضوء ذلك نقرأ قوله: (استوى على العرش يدبر الأمر)3/10، ”استوى على العرش يدير الأمر"، فإدارة الأمر هو تدبيره ..

النموذج الرابع:

قوله تعالى: (قل أعوذ برب الفلق)1/113، يمكن قراءتها بقلب الحرف فاء إلى حرف قاف: "قل أعوذ برب القلق"، فالشرور التي تسردها (سورة الفلق) تعبر عن الهواجس والمخاوف التي تقلق النفس الإنسانية فيلجأ إلى الاستعاذة منها باللجوء إلى الله خالقها ومكونها ..

النموذج الخامس:

قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب)3/113، يمكن قراءة الآية بعد قلب حرف الغين إلى فاء، لنقرأ: "ومن شر فاسق إذا وقب "، فالمتعوذ، على هذه القراءة، يستعيذ بالله من الفاسق إذا دخل ، وإذا كاملنا بين القراءتين، (غاسق) و(فاسق)، فان المجرم الفاسق هو الذي يدخل بدخول الليل إلى البيوت والأماكن التي يستهدفها بالنهب والسلب أو يستهدف أهلها بالإضرار أو القتل أو الاغتصاب ...

النموذج السادس:

قوله تعالى: (ومن شر حاسد إذا حسد)5/113، يمكن قراءتها بعد قلب حرف الحاء إلى فاء، لنقرأ: " ومن شر فاسد إذا فسد "، أو " ومن شر حاسد إذا فسد "، أو "ومن شر فاسد إذا حسد ". فهنا يعرف الحاسد بالفاسد، والحسد بالفساد، فيكون التعوذ من الحاسد الذي يدفعه الحسد إلى إفساد أمور المحسود. كأن يشي بمن يحسده إلى السلطة، أو يشوه سمعته عند الملأ من حوله ...

النموذج السابع:

قوله تعالى: (ومن شر حاسد إذا حسد)5/113، يمكن قراءتها بعد قلب حرف الشين إلى سين، لنقرأ: " ومن سر حاسد إذا حسد " وكلمة (من سر) نقرأها تارة: (مَنْ سَرَّ) وتارة: (مِنْ سِرِّ)، فعلى القراءة الأولى يكون التعوذ ممن يدخل السرور على حاسدك، ولا يكون ذلك إلا بان يقع بك الضرر، فيشمت بك الحساد، إذ الحاسد يعمل وفق القاعدة الشعورية التي يصفها قوله تعالى: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)120/3.

وعلى القراءة الثانية يكون التعوذ من سر الحاسد، أي نيته، حيث نيته أسوأ من عمله، باعتبارها هي الأساس المؤسس للعمل الحسدي، والمولدة لكل أعمال السوء الأخرى التي تصدر عن حسد، مما يجعل صفة النية التوليدية للسوء أكبر سوءً من عمل السوء. وهذا ما قرره الحديث الصادر عن الرسول(ص): (نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَنِيَّةُ الْكَافِرِ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ، وَكُلُّ عَامِلٍ يَعْمَلُ عَلَى نِيَّتِهِ). فكان التعوذ في هذه القراءة من شر ما في الحاسد وهو نيته، وما قد تولده من أفعال الشر..

النموذج الثامن:

قوله تعالى: (الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين)218-219/26، فالتساؤل عن معنى تقلبك في الساجدين؟ يكشف تتبع التناظر في (تقوم) عن النظير: (قد نرى تقلب وجهك)144/2، فثمة حذف، بحيث يمكن الإكمال: (الذي يراك حين تقوم، وتقلب [وجهك] في الساجدين)، وإذا تساءلنا عن معنى تلقب وجهه في الساجدين؟ يقودنا تتبع النظائر في (تقوم) إلى النظير المحكم: (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك)39/27، فكلمة (عَفَّرَيْت)، في اللغة العربية السائدة اليوم في الخليج، تعني (عفّرت)(
*). فـ (تقلب وجهه) في الساجدين أي تعفيره لوجهه في الأرض حال السجود تذللا..

النموذج التاسع:

قوله تعالى: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون)43/12، فالمقطع في القراءة الأولى يتبدى أن ثمة سبع بقرات يأكلهن سبع بقرات عجاف، إلا إننا يمكن أن نقرأ: (يأكلهن سبع عجاف)، بتقدير ألف مد محذوفة من (سبع)، ليكون المعنى (سباع)، فالبقرات السمان يأكلهن سباع عجاف، يصادق على هذا التقدير للمحذوف المقارنة بين النظيرين: (يأكلهن سبع عجاف) والنظير: (وما أكل السبع)3/5. يعزز ذلك ما تستند إليه قواعد كتابة الخط القرآني، التي تنص على أن الألف إذا جاءت حرف مد حذفت، فنجد (العاديات) تكتب (العديت)، و(الموريات) تكتب (الموريت)، و(الإنسان) تكتب (الإنسن)، و(الظالمين) تكتب (الظلمين)، و(الكتاب) تكتب (الكتب)، و(تحاضون) تكتب (تحضون).

النموذج العاشر:

استنادا إلى قاعدة حذف ألف المد من وسط الكلام، يمكن قراءة الكثير من كلمات القرآن بتقدير محذوف، فنقرأ مثلا: (أ فحكم الجاهلية يبغون)50/5، بتقدير ألف محذوف في كلمة (حكم) لتكون الكلمة بالإضافة(حاكم)، لنقرأ: (أ فحاكم الجاهلية يبغون). يعزز ذلك الحوار الذي دار بين عمر وابن عباس حول النظير الذي يمثله قوله تعالى: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)33/33. قال عمر: ((أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي (ص)، (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، هل كانت جاهلية غير واحدة؟ فقال ابن عباس: ما سمعت بأولى إلا ولها أخرى!)). استنادا لقوله: (الأولى والآخرة)70/28، مما يعني أن ثمة جاهلية أخرى ستستجد بعد الجاهلية الأولى، ينزوي معها الإسلام، وينبذ الحاكم بالمواصفات الإسلامية، ليكون بمواصفات الجاهلية، لذلك ينتقد القرآن بسؤال استنكاري: ”أ فحاكم الجاهلية يبغون؟!”.

النموذج (11):

قوله تعالى: (وزرابي مبثوثة)16/88، إذا أرجعنا قوله تعالى: (كالفراش المبثوث)4/101، الـ(زرابي) مفردها (زُرْبيِّة) وهي على حسب ما يفيده النظير (الفِراش)، وزرابي أي (فُرُش)، أي السجاد والبسط وما يجلس عليه. وذلك يترتب عليه تغيير حركات (الفراش) في الآية، لنقرأها (فِراش)، أو بحذف ألف المد لنقرها (الفُرُش). وإذا اعتمدنا القراءة دون تصريف (فراش)، أي بمعنى الفراشات، ينتج عن تراكب الوجهين حقيقة الفُرُش المبثوثة، فهي سجاد أو بسط، تحتوي على أشكال وألوان تشبه تلك التي تعلو أجنحة الفراشات، مما يكشف لنا عن مشهد حسي نعاين فيه روعة وجمال تلك الزرابي المبثوثة في الجنان وقد ازدانت بالألوان والأشكال التي تضاهي في جمالها أجنحة الفراشات ...

النموذج (12):

قوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)204/7، فإذا لحظنا النظير: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق)29/45، فان القرآن لما كان ينطق فهو قادر على أن يقرأ، باعتبار ما القراءة إلا شكل من أشكال النطق، لذلك صح أن نعيد قراءة الآية بتغيير الشكل: ”وإذا قَرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون”، وهكذا يتولد معنى جديد هو ما عبر عنه الإمام علي عندما قال(ع): ((كتاب الله ... ينطق بعضه ببعض)) نطقا إيحائيا، وقراءة القرآن تتم عبر فهمنا معنى القراءة في اللغة، التي تتلخص في ظاهرة الجمع والضم، حيث في القراءة نضم الكلمة ونجمعها بالتي قبلها، فيتولد المعنى، ونطق القرآن يحدث بالكيفية ذاتها عبر رد بعضه إلى بعض بلحاظ التناظر، فبجمع وضم النظير إلى النظير تتظاهر قابلية الكتاب على النطق والقراءة، فيتحقق الوجه الذي تشير إليه الآية.

من جهة أخرى، يمكن اعتبار قوله: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق)29/45، هو المتشابه المطلوب رده إلى المحكم: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)204/7. وعليه، يمكن إجراء التعديل في شكل كلمة (ينطق) لنقرأ كما قرأ الإمام الصادق: (هذا كتابنا يُنْطَق عليكم بالحق)، مضيفا أن القرآن لا ينطق ولن ينطق، أي قصده نفي النطق الذي عناه الإمام علي(ع) في قوله: ((استنطقوا القرآن ولن ينطق بلسان))، وهكذا يكون هذا وجه أخر من الوجوه التي تنصرف إليها الآية ....

النموذج (13):

قوله تعالى: (قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكن بغيا)20/19، يؤول إلى النظير: (وإذا مسه الشر كان يئوسا)83/17، فيمكن قراءة كلمة (بشر) في المقطع من الخطاب الأول: (ولم يمسسني بشر)، بعد تغيير حركة الباء من الفتح إلى الكسر: (بِشر). وعليه يمكن القراءة تارة (بِشر) وتارة أخرى (بَشر)، كما يمكن القراءة بالإكمال: (لم يمسسني بَشر بِشر)، فكان المس بالشر تعبير عن الاغتصاب، وهو غير البغاء الذي يأتي في تمام الآية.

كما يمكن أن يؤول مس البشر بالتزاوج: (لامستم النساء)43/4، وهكذا ندرك المزيد من أبعاد خطاب مريم مع الله، جل جلاله، فهي تشير إلى عدة أشكال من تماس الجنسين، بالتزاوج أو الاغتصاب أو بكون المرأة بغية تقدم نفسها للأجنبي طوعا. فمريم ممتنعة عن كل هذه الأشكال لذلك تتساءل بدهشة: من أين يكون لي ولد وأنا لم أتزوج ولم اغتصب ولم أكن بغية؟!!..

النموذج (14):

قوله تعالى: (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)40/78، يمكن قراءة (يا ليتني) بعد قلب حرف الياء الأولى إلى تاء، ثم حذف النون، ثم تقدير ألف مد محذوفة في (كنت) لتصبح (كانت)، ثم نقرأ: "ويقول الكافر تاليتي كانت ترابا" يصادق على هذه القراءة النظير: (قالت يا ليتني مت)23/19. فالموت يعرف على وجه بأنه استحالة الجسد إلى تراب، كما يصادق على هذا الوجه النظير: (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون)16/37. فالوجه المتولد يعبر عن عدم إيمان الكافر بالبعث، فاخرته الموت والفناء، وليس البعث، فسؤاله في الآية الأخيرة هو سؤال استنكاري...

النموذج (15):

قوله تعالى: (إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم)78/27، فيمكن قراءة (بحكمة) بقراءتين، الاولى (بحُكْمِه) الثانية (بِحِكْمَة).

النموذج (16):

قوله تعالى: (فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين)18/28، يمكن قراءة كلمة (لغوي) بقراءتين الاولى (لُغوي)، من الغواية، الثانية (لَغوي)، من اللغة.

فتدل القراءة الثانية على استجابة الله دعاء موسى، اذ (قال رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي)25-28/20، فمنحه الله طلاقة اللسان، بعد ان كانت متعذرة عليه: (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون)13/26، فاذا قرأنا بالقطع: (موسى إنك لُغَوي مبين)18/28. أي انه امتلك الفصاحة التي تمكنه من الافصاح والبيان والخصام المبينك: (فإذا هو خصيم مبين)77/36، (وما علينا إلا البلاغ المبين)17/36.

النموذج (17):

قوله تعالى: (والسبحت سبحا)3/79، نقرها بقلب حرف السين إلى شين: "والشابحات شبحا" حيث ((شبح الداعي بيده أي مدها للدعاء)). ويمكن إضافة التقديم والتأخير، بتقديم حرف الحاء على الباء، لنقرأ: " والشاحبات شبحا" وهم الذين اصفرت وجوههم وشحب لونهم، وأجسامهم، أي تغيرت وذلك لقلة نومهم وطول قيامهم: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون)17/51.

فسياق الآيات يتحدث عن المؤمنين: (والنازعات غرقا، والناشطات نشطا، والسابحات سبحا، فالسابقات سبقا، فالمدبرات أمرا)1-5/79، فالمقطع (والنازعات غرقا)، يدل على عمل المؤمنين على تزكية أنفسهم بنزع ما فيها من غل: (ونزعنا ما في صدورهم من غل)43/7، أما المقطع: (والناشطات نشطا، والسابحات سبحا)، فيدل على انهم نشطون في الذكر والتسبيح دون فتور: (يسبحون الليل والنهار لا يفترون)20/21، وأما (الشاحبون شبحا)، أي المادون أيديهم بالدعاء يجأرون إليه، من مقام ندم واعتراف، فشحب لونهم لقلة نومهم وطول قيامهم: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون)17/51. أما المقطع: (فالسابقات سبقا)4/79، يدل على كونهم سابقين إلى عمل الصالحات: (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)61/23، أما المقطع: (فالمدبرات أمرا)5/79. فيفسره النظير: (استوى على العرش يدبر الأمر)3/10، أي إن الذين هذه صفتهم هم الذين اصطفاهم الله للعرش، ليدبروا أمر خلافته في الأرض: (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق)26/38. (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين)73/21.

النموذج (18):

قوله تعالى: (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا)21/17، يمكن قراءة (فضلنا) بتحويل (الضاد) إلى (صاد)، لنقرأ: " انظر كيف فصلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفصيلا".

النموذج (19):

قوله تعالى: (انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)48/17، فكان تفصيل بعض على بعض، في النموذج الآنف، يعني في هذا النظير: ضرب مثل بعضهم ببعض، أي ان التفصيل يقوم على ضرب الامثال، بالانتقال من النظير إلى الآخر، ومن المثل إلى شبهه، مما يعني اننا يمكن القراءة (فضلوا) بقلب الضاد إلى صاد، كالتالي: " انظر كيف ضربوا لك الأمثال ففصّلوا واستطاعوا سبيلا".

النموذج (20):

قوله تعالى: (ابتغاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ)، مؤول بالنظير الوسيط: (انْظُرْ كَيْفَ ضربوا لَكَ الأَْمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)، ثم بالنظير المجيب: (لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا)98/4، فينسخ النظير المجيب (حلية) بالتقديم والتأخير بين حروف هجائها، لتقرأ: (حيلة). بحيث يمكن القراءة: "ابتغاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ"، أي حيلة. يصادق على ذلك النظير: (يبتغون إلى ربهم الوسيلة)57/17، فمعنى الحيلة هي الوسيلة التي يحتال بها، ويلتمس بها المخرج من المشكلة ..

النموذج (21):

قوله تعالى: (وأما من خفت موازينه، فأمه هاوية، وما أدراك ما هيه، نار حامية)8-11/101، تقدم القول: اذا قرئت بالقطع (وأما من خفت موازينه، فأمه هاوية)، فهاوية تفيد السقوط، بينما اذا قرئت بالقطع: (هاوية، وما أدراك ما هيه، نار حامية)، في هذه القراءة تصبح (هاوية) طبقة من طبقات النار. يضاف الى ذلك التصريف، تصريفا ينتمي الى الابدال الحرفي، فيه نقرأ: (هية) بما يناظر (هاوية)، بتقدير الف وواو محذوفة، فتقرأ: (فأمه هاوية، وما أدراك ما هـ[او]ية، نار حامية)...

النموذج (22):

قوله تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)145/4، مؤول بالنظير: (كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة، نار الله الموقدة)5-6/104، فالنظير يخول ممارسة حذف (ما) الثانية، وابدال (ادراك) على مستوى الحروف فتتحول الى (درك)، فتقرئ الاية بالكيفية التالية: "كلا لينبذن في الحطمة[/colo
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/abokwther118
 
الدرس الحادي عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس السادس
» الدرس العاشر
» الدرس التاسع
» الدرس الثامن
» الدرس الرابع عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
علم الحروف والجفر والزايرجة :: علم التاويل في القران والحديث-
انتقل الى: