علم الحروف والجفر والزايرجة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم الحروف والجفر والزايرجة

علوم ؛رياضيات ؛قضاء حوائج ؛ادعية ؛تنبؤات مستقبلية ؛تفسير احلام:-تاويل :احداث العالم ؛اخبار مايدور حولك:الحرب العالميةالثالثة وقتها ومن يبدأ بها؛حكم واحاديث وروايات وقصص
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدرس الثالث عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منتظرالفرج
مديرالمنتدى والمشرف العام
مديرالمنتدى والمشرف العام
منتظرالفرج


عدد المساهمات : 993
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

الدرس الثالث عشر Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الثالث عشر   الدرس الثالث عشر Icon_minitime1الأحد 17 أكتوبر 2010, 2:50 am

 التصريف


قواعد تفصيل (إجراء التتبع)



إن إجراء تتبع النظائر اللفظية والـمعنوية هو إجراء يستند إلى انتخاب النظير الـمحكم، القادر على نسخ تشابه الـمتشابه، مما يكفل للقرآن أن تتجلى قدرته على النطق وحيا. إلا إن ذلك يتطلب أن تراعي مجموعة من القواعد، التي تعمل على ضبط وتفعيل هذا الإجراء. فكان من الضروري لإجراء التتبع، أن يضبط بضابط مركزية الخطاب الـمبحوث، ثم بضابط انتخاب الـمحكم وتفضيل الأحكم من بين النظائر الـمحكمات، ثم بالـمعرفة بأن الوصول إلى النظير الـمحكم قد يتم من خلال نظائر وسيطة، تمثل طريق غير مباشر ...
القاعدة الأولى: مركزية الخطاب الـمبحوث

هذه القاعدة تكشف أن موضوع الخطاب قيد البحث ينبغي أن يعد موضوعا مركزيا، بحيث ينظر من خلاله إلى نظائره باعتبارها جاءت لتفسر أو تكمل ذلك الـموضوع الـمركزي، مما يجعل مواضيع الآيات النظيرة مواضيع ثانوية؛ أما أنها تنسجم مع الـموضوع الـمركزي الـمبحوث فتكون امتدادا مفسرا أو مكملا، أو لا تنسجم معه مما يتطلب أن تُحوّر لتستلحق وتستتبع في عملية توجيه للـموضوع الثانوي ليكون منسجما ومفيدا في بناء الـموضوع الـمركزي. وتارة ثالثة يهمل الـموضوع الثانوي فلا يلتفت إلا إلى الجزء الخادم منه، وذلك عندما يكون الهدف عادة التحقق من معنى مفردة فحسب.
وهكذا نخلص إلى الخلاصة التي تقرر؛ أن موضوع الآية الـمركزية يمارس دورا ناسخا لكل مواضيع الآيات النظيرة، من أجل أن يخدِّمها في مشروع بناء الخطاب الـمركزي لذاته، حيث يقع حينها في موقع التشكل التراكمي. بذلك كان الـموضوع الـمركزي للآية الـمطلع ناسخا لـموضوعات الآيات النظيرة الثانوية، وعلى هذا يتكشف وجود نسخ متبادل؛ فالآية قيد التساؤل هي من جهة منسوخة بالنظير، وهي من جهة أخرى ناسخة لـموضوع النظير الثانوي. بلحاظين، لحاظ الـموضوع، ولحاظ مكونات الخطاب فيتطوع الخطاب النظير لخدمة الخطاب الـمركزي من حيث الـموضوع تارة، ومن حيث تفسيره الـمفردات تارة أخرى.
بكلـمة أخرى ، إننا عندما وصفنا الـموضوع بالـمركزي جعلناه أصلا ناسخا، وجعلنا الـموضوعات الأخرى في الآيات النظيرة هي فروع منسوخة، إذا لـم يتلائم موضوعها مع الـموضوع الـمبحثو . ويدل على الوجهين من الكتاب قوله تعالى: (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)1/11. والتي عندما نقارنها بقوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) 7/3، حيث ينتج أن الآيات الـمحكمات هن الأصول الـمجملة الـمتشابهة باجمالها، وان الآيات الـمتشابهات، أي النظائر والأشباه، هي الفروع الـمفصلة للأصول الـمجملات. بعبارة أخرى، إن الآيات الـمحكمات هن الأصول الـمجملة في موضوعها، الذي هو الـموضوع الـمركزي، بينما الـمتشابهات، لا تأتي هنا بمعنى الـملتبسات، بل بمعنى النظائر التي تفصل في ذلك الـموضوع الـمركزي الـمجمل ...
أن ما يؤسس لهذه لقاعد مركزية الخطاب الـمبحوث حيث الإمام الباقر(ع): يا جابر! إن للآية ظهراً وللظهر ظهراً، ولها بطن وللبطن بطن!. يا جابر! إن الآية ليكون أولها في شيء، وأوسطها في شيء، وأخرها في شيء، وهي كلام متصل يتصرف على وجوه()، فالنظير قد يسهم في كسر سلطة خطاب الآية النظيرة، استنادا إلى قاعدة الفصل والوصل، ليجعل أولها أو أوسطها أو أخرها الـمفصول يفيد موضوعا غير الـموضع الذي يفيده الوصل. وبهده الطريقة يخدم موضوع البحث.
النموذج الأول:

(والأنعام خلقها لكم ... وتحمل أثقالكم إلى بلد لـم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم)7/16، فنرجعها إلى النظير: (إن تحمل عليه يلهث)176/7، فحمل الأثقال على ظهر الأنعام يتسبب في لهاثها من شدة التعب، في وقت لو وضعنا الـمقطع النظير في سياقه الأصلي نجده: (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)176/7، نجد أن مفهوم (الحمل) لـم يراد به تحميل الدواب بالأمتعة والبضائع الثقال، وإنما أريد من كلـمة (الحمل)، هو الحمل على الكلب أي شن الهجوم عليه، بان تحمل عليه بالحجارة فيولي هاربا وهو يلهث. فالخطاب الـمركزي أحدث انقطاعا في موضوع الآية النظيرة أدى إلى تطويعه وصرفه إلى خدمة الـموضوع الـمركزي، فكان التصريف يقع على وسط الآية ويهمل مطلعها وأخرها، وهو مثال لـما أشار إليه الباقر عندما أوضح أن الخطاب قد يكون أوله في موضوع، غير الـموضوع الذي يشتغل بقية الخطاب. وهذا ينعشواربعلى فهم قاعدة الوصل والفصل التناظري التي فيها نجد أن النظير يمكن أن يحدث في الخطاب النظير فصلا يتولد على أثره معنا جديدا كامنا ...
النموذج الثاني:

فالتساؤل عن معنى حفظ الغيب في قوله تعالى: (حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في الـمضاجع ...)34/4، يقودنا التناظر إلى النظير: (أنا راودته عن نفسه وإنه لـمن الصادقين، ذلك ليعلـم أني لـم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين)51-52/12، فحفظ الغيب يعني عدم وقوع الخيانة من الزوج في غيبة زوجه. فينسجم الـموضع الثانوي للنظير مع الـموضوع الـمركزي. كذلك عند رد الآية قيد البحث إلى النظير: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)12/49، فيصرف النظير حفظ الغيب بعدم وقوع الغيبة، أي تحدث الزوج عن زوجه بالسوء وإظهار معائبه. كما تعد هذه الآية حفظ الغيب من التقوى .
النموذج الثالث:

التساؤل عن معنى الـمسح في قوله: (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب، ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق)32-33/38، يمكن التعرف عليه من خلال الرجوع إلى قوله تعالى: (فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان)12/8، فموضوع الخطاب الـمركزي ينسجم مع موضع الخطاب النظير الثانوي. وان كان موضع الأول يتحدث عن ضرب رقاب وسوق الخيل، بينما يتحدث الثاني عن ضرب رقاب وسوق الكافرين، إلا إن القتل هو الـموضوع الـمشترك، ونصرف النظرة عن الـمستهدف بالقتل في الـموضوع الثانوي النظير....
النموذج الرابع:

(وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلـما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلـما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا)189/7، فالتساؤل عن معنى الحمل (الخفيف) و(الثقيل) يكشف عن الأول النظير: (الآن خفف الله عنكم وعلـم أن فيكم ضعفا)66/8، فيتبين أن (الحمل الخفيف) هو الحمل (الضعيف). أي أن الـمرأة الحامل يتصف حملها في شهوره الأولى بالضعف الذي يتهدده الإسقاط. بينما إذا استعرضنا خطاب النظير كاملا: (الآن خفف الله عنكم وعلـم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين)66/8، نلاحظ إن الخطاب يتحدث عن القتال إلا إن القسم الأول من الخطاب الـمعتمد قد صرف ليخدم الخطاب الـمركزي، عندما نظرنا إليه باعتباره متابعة لذلك الخطاب الـمركزي، وأعرضنا عن بقية الآية، انطلاقا من قاعدة الفصل والوصل التي في ظلها يكون وضع الآية كما يقول الإمام الباقر لـمخاطبه: يا جابر! إن الآية ليكون أولها في شيء، وأوسطها في شيء، وأخرها في شيء، وهي كلام متصل يتصرف على وجوه()، فكان القسم الأول من الآية في موضوع غير الـموضوع الذي يتناوله وسطها وأخرها....
وإذا ما تساءلنا ما معنا أن يكون الحمل في الأشهر الأولى خفيفا بمعنى (ضعيف)، يجيب النظير: (ليس على الضعفاء ولا على الـمرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج)91/9، فالنظير يكشف أن (الضعف) يؤول بـ(الـمرض) و(الحرج). أي أن وضع الحامل في الشهور الأول هو بمثابة وضع الـمريض فهو وضع حرج يحتاج إلى عناية. إن الـموضوع الثانوي للنظير قد حور من خلال فهمنا لكلـمة (ضعفاء) بأنها تشمل الـمرأة الحامل في شهورها الأولى، مما مكننا هذا الترادف من تحوير الـموضوع ليخدم الخطاب الـمركزي…
وإذا تساءلنا عن مفهوم الحمل الثقيل في مقطع الآية قيد البحث: (فلـما تغشاها حملت ... فلـما أثقلت) نرجع إلى النظير: (وتحمل أثقالكم إلى بلد لـم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس)7/16، أي أن الـمرأة الحامل عندما تثقل تتعدى مرحلة ضعف الحمل، وتكون لها القدرة على تحمل مشاق السفر. بيد اننا عندما نستعرض خطاب النظير في وضعه الـمتصل نجد موضوعه يتناول الدواب من الأنعام: (والأنعام خلقها لكم ... وتحمل أثقالكم إلى بلد لـم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم)7/16. فطوع موضوع الخطاب النظير بالنظر إلى (الزوجة) باعتبارها من جملة (الأنعام) أي أنعم الرب، بذلك يتم تحوير موضوع النظير الثانوي ليخدم موضوع الخطاب الـمركزي. لنجد في موضوع النظير وقد استحال إلى امتداد للـموضوع الـمركزي، كما يمكن أن نقول إننا صرفنا بتطبيق قاعدة الفصل والوصل أخر الآية لتكون أجنبية عن الـموضوع الذي يتناوله مطلعها ...
ويمكن تحديد مراحل الحمل الضعيفة والآمنة عند الـمرأة الحامل من خلال آية شاملة تنظم ذلك، فالنظير: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا)54/30، هذا النظير يكشف أن فترة ضعف الحمل تكون في الشهور الأولى وكذلك في الشهور الأخيرة، بينما تكون الشهور الوسطى هي الشهور التي يثقل فيها الحمل ويكون آمنا. في هذا الالتقاء بين النظيرين نجد أن موضوع النظير قد حوِّر ليكون متابعة للـموضوع الـمركزي، حيث صرف عن الوجه الذي يتحدث فيه عن مراحل نشأة البشر التي تمر بمرحلة ضعف الطفولة ثم قوة الشباب ثم ضعف الشيب. ليكون الضعف هو ضعف الحمل في الشهور الأولى، والقوة هي قوة الحمل في الشهور الوسطى، والضعف الأخير هو ضعف الحمل في الشهور الأخيرة. كما إن هذا النظير يكشف أن الجنين في عالـم الأرحام، يحيا حياة كاملة فيها مرحلة الطفولة تستغرق ثلاثة اشهر، ومرحلة الشباب تستغرق ثلاثة اشهر أخرى، ومرحلة الشيب للجنين تستغرق ثلاثة اشهر ثالثة، ثم يموت أي يخرج من عالـم الأرحام بالولادة، والانبعاث في عالـم الدنيا ليبدأ حياة أخرى.
النموذج الخامس:

(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لـم يجده شيئا)39/24، فللتعرف على مفهوم (السراب) نرجع إلى النظير: (قيل لها ادخلي الصرح فلـما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير)44/27، فيحكم النظير وجه السراب بـ (قوارير ممردة)، أي زجاج أملس. ويحكم وجه الـماء في (لجة)، وفعلا فالسراب يعمل عمل السطح الزجاجي الأملس العاشواربللأشياء، فيتبدى في الأفق للخيال، وكأن هناك في البعيد لجة من الـماء.
في هذا الـمثال أهملنا الـموضوع الثانوي للخطاب بمكوناته قصر سليمان والـملكة بلقيس واقتصر نظرنا على الـمقطع الذي يفسر الـموضوع الـمركزي. وموقف الإهمال هو الـموقف الـمعتاد إذا ما أردنا تفسير كلـمة في الخطاب الـمركزي بأخرى مساوقة..
النموذج السادس:

فالتساؤل عن كلـمة (باء) في الآية: (وباءوا بغضب من الله)61/2، يقودنا إلى النظير: (ولـما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا)150/7، فالنظير يحكم وجه (باء) في (رجع)، دون اكتراث بانسجام موضوع النظير أو عدم انسجامه. وان كان موضوع النظير هنا منسجما، باعتبار غضب الله يؤول إلى غضب رسوله موسى، استنادا إلى قوله: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)17/8. وبالتعويض نقرأ: "وما غضبت إذ غضبت ولكن الله غضب".
النموذج السابع:

التساؤل عن التباس الحق بالباطل في قوله: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلـمون)42/2، إلى النظير: (ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق)3/47، فيفسر النظير الحق بـ (الذين امنوا) والباطل بـ (الذين كفروا)، مما يترتب على ذلك، أن إلباس الحق بالباطل هو التداخل بين الـمؤمنين والكافرين، مما أدى إلى الاحتراب وحدوث التنازع الذي يتحدث عنه النظير الذي يمثله قوله تعالى: (يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض)65/6، فواقع الأمة الإسلامية إن الكافرين عندما هزموا أعلنوا إسلامهم فدخلوا في صفوف الأمة والتبس أمرهم، لـما أبطنوا الكفر واظهروا الإيمان. مما ترتب على ذلك إنهم مكروا بالإسلام في السر، والى ذلك مرجع التفرق والاقتتال الذي حدث في التاريخ الإسلامي، فكان مسعى الاتجاه الكافر الـمستتر بالإيمان الـمصطلح عليه بالـمنافقين هو تقويض الإسلام، وقد توخى رد الـمؤمنين عن دينهم أو تعطيل الدين بإشاعة التناقض والتهافت في مكونات تراثه من خلال إلباس الحق بالباطل فيه، وهو ما يقرره النظير: (ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم)137/6، (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)217/2. في هذه الخطابات الـمتناظرات التي تفسر بعضها بعضا نجد أن الخطاب الـمركزي يتتابع في الخطابات الثانوية لتكون امتداد له ..


القاعدة الثانية: انتخاب الأحسن

إن القاعدة في العملية التأويلية تقوم على مراعاة وجود علاقة متشابه بمحكم بين الآيات الـمتناظرات والـمتماثلات، يترتب على ذلك إن عملية رد النظائر إلى بعضها لا تتم كيفما اتفق، وقد تقدم بيان ذلك، وإتماما لتلك الفائدة نقول، إن القاعدة هنا تنشأ عن اتساع رقعة النظائر وشعبها. وتعدد خيارات الآيات الـمحكمات، التي يمكن أن توظيف الأدوات عملية النسخ باجتباء واختيار النظير الـمحكم الـمماثل أو النظير الـمحكم الأمثل: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألـم تعلـم أن الله على كل شيء قدير)106/2، فأوضحت الآية وجود نمطين من النظائر الناسخة الـمثلي (مثلها) أو النظير الأمثل: (خير منها)، وهو ما يكشف عن وجود سلـم تتدرج فيه الآيات في وضوحها الـمعبر عن عمق بيانها وإحكامها، مما يتطلب اختيار النظير الأكثر وضوحا وحسما وإحكاما مرجحينه على ما سواه من نظائر ناسخة لا تمتلك الوضوح ذاته ولا الحسم نفسه .
عن ظاهرة الانتخاب هذه التي تواضع عليها الكتاب بـ (التخير) يقول تعالى: (أم لكم كتاب فيه تدرسون، إن لكم فيه لـما تخيرون)37-38/68، وهي الظاهرة ذاتها التي يصطلح عليها في موضع أخر من خطابه بـ (الاجتباء): (وإذا لـم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)203/7. فثمة عملية اختيار تدل على تعدد الخيارات تارة بلحاظ الـموضوع وتارة أخرى بلحاظ مستوى الوضوح، فهناك نظير محكم وهناك الأكثر إحكاما، يدل على ذك وجود الحسن والأحسن: (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم)55/39، (وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها)145/7، وانطلاقا من هذه الآيتين قال الرسول: القرآن حمال ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه.
وإذا تسألنا عن الـ (أحسن) في ماذا؟ فان القرآن يجيب: (أحسن تقويم)4/95، فهناك قيم وهناك أقوم وهناك أحسن تقويم، فالـمطلوب الأخذ بالذي يمثل التأويل الأحسن: (وأحسن تأويلا)59/4، أو أحسن الجميع إن أمكن، وهو ما يتطلب الإحسان في قص التماثل القرآني، للـمقارنة بين النظائر وتحري أكثرها مثالية وحسنا وقواما وإحكاما: (نحن نقص عليك أحسن)3/12، حيث نفهم (القص) في الخطاب استنادا لقوله تعالى: (يقصون عليكم آياتي)130/6، (فارتدا على آثارهما قصصا)64/18.
ويصف الله الذين يتبعون الاختيار الأحسن بالقول: (فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)18/39، وكان من جملة الأهداف الـمبتغاة من اعتماد أحسن التأويل، دفع الاستغلال السيئ من قبل الأعداء الـمصطلح عليهم بشياطين الجن والإنسان ممن يقعون داخل الدائرة الإسلامية أي الـمنافقين أو خارجها أي الكافرين، وعن ذلك يقول تعالى: (قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)53/17، فكان من الحسن تأويل الكلـمة بمكونات نظم الخطاب، إذا كانت معينة على ذلك فذلك مرجح على اللجوء إلى النظير الـمماثل.
هذا من ناحية الشكل، إما من ناحية الـمضمون فان الأحسن يؤول بالحق: (أحسن قولا)33/41، مؤول بالنظير: (قول الحق)34/19، فيترتب على ذلك، إن إتباع الأحسن هو إتباع للحق من اجل الكشف عنه، وإثباته والبرهنة عليه. يعزز هذا،أن قوله: (أحسن قولا)33/41، يؤول إلى النظير: (قولا سديدا)70/33، يمثل الحق ويتجنب الشطط: (لقد قلنا إذا شططا)14/18، ويمكن عرض مراتب الأحسن في انتخاب النظائر وفق التصور التالي بما يدعم به من أمثله:
ا/ اعتماد مكونات الخطاب الـمكانية:

إذا بحثنا عن وجوه كلـمة (غليظ) نجد هناك احتمالات كثيرة يمكن حمل اللفظ عليها تصريفا، ونجد بين الآيات الـمحكمات الـمثلي والأمثل، والحسن والأحسن، الفاضل والافضل، فكان من الأجدر أن ننتقي مثلا قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب الـمتوكلين)159/3، فكلـمة (غليظ) نفسرها بالكلـمات التي وردت في نظم الخطاب ذاته، فهي تفسر بـ (فظ) كما تفسر بـ (انتفاء اللين)، كما تفسر (بانفضاض الناس)، (وانتفاء العفو والـمغفرة) (والاستئثار بالرأي).
أيضا من الأحسن تفسير الغليظ بمكونات الخطاب التي تشتمل عليه: (كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه)29/48، فهنا نفسر (غليظ) من خلل مشهد استغلاظ النبتة، عندنا تستوي على سوقها، فغلظ أي استوى على سوقه، كما يفسر غلظ بالساق الذي آزره شطأه ...
أيضا من الأحسن في تفسير الغليظ أن نلجأ إلى الخطاب الـمباشر: (عليها ملائكة غلاظ شداد)6/66، فالغليظ هو الشديد ..
ب/ اعتماد تناظر مكونات الخطاب:

مكونات (من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد، يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الـموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ)16-17/14، ففي هذا الـمثال نجد أننا نعتمد على التناظر بين طرفي الخطاب ذاته فالعذاب الغليظ الذي من ورائه هو عذاب جهنم، بدلالة التناظر ف ي(وراء)، فيترتب على ذلك أن (غليظ) هو (يتجرعه ولا يكاد يسيغه) فعندما نقول تكلـم بفظاظة وغلظة، فذلك يعني انه قال كلاما لا يكاد الـمخاطب يتجرعه ولا يكاد يستسيغه ..
ج/ اعتماد تناظر النظائر الـمتباعدات:

قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)159/3، مؤول بالنظير: (يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد)10/34، فالنظير الناسخ يؤول (غلظ) في وجه باطن هو(الحديد). بلحاظ ما يتميز به الحديد من شدة وقسوة تشبه القسوة التي تمثلها الغلظة والفظاظة.
ثم يمكن أن نرجع النظير: (يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد)10/34، إلى النظيرين: (قل كونوا حجارة أو حديدا)50/17، (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)74/2، فينسخ النظير الـمجيب وجه (حديد/ أو غليظ) بوجه محكم هو (اشد قسوة)، يشهد على ذلك النظير في أول البحث: (فظا غليظ القلب)، الذي يقارن الـمقطع الآنف: (قست قلوبكم) فالغلظة بالقسوة.
وامتداد لبناء التصور الآنف، فان الفظاظة ان تقول كلاما قاسيا، والقسوة درجات، قد تكون تلك الكلـمات بمثابة قسوة الحجرة، أو اشد قسوة بمثابة الحديد، بحيث يمكن القول إن بعض الناس عندما يتكلـمون يلقوه حجارة أو حديد ..
ويمكن الـمتابعة بالقول إن الكلام الذي يقود إلى إشغال انتقاضة تلقى فها الحجارة ويحمل فهيا السلاح(:الحديد) وتشتعل الحروب تعد تلك الكلـمات الدافع لذلك الفعل الغليظ من الكلـمات الـموصوفة بالقسوة والغلظة:( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ... وليعلـم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز)25/57، ففي هذا الخطاب يشار إلى الحديد باعتباره السلاح الذي يحقق به النصر..
في هذا العرض نجد ان التأويل الأحسن تم بناءه استنادا إلى التتبع والقص الأحسن للأمثال والنظائر، وما تبع ذلك من اختيار أحسن النظائر والأمثال، وتحقق ذلك من خلال اخذ التأويل الـميسر الذي تقدمه الآية القرآنية التي يرد عليها السؤال وتوضع موضع التحقق، ثم لجأنا إلى تلك الآيات التي تحتوي على الجواب بشكل خاف يكشفه التناظر الذي يحويه الخطاب ذاته، ثم ارتقينا إلى تلك النظائر البعيدة واطلعنا على ما تقدمه من إجابات. ان هذا التدرج هو الذي يكون بمثابة وضع اللبنة على لأخرى في عملية بناء صرح الحق الـمقدس تعمل على إجلاء الصورة بشكل تراكمي يمثل مراحل إشراقة الحق.
وهكذا نخلص إلى أن الكشف عن الـمعطى الذي يتصف بـ (الأحسن) هو عملية بناء شاملة لها بداية تنطلق منها ولها نهاية تقف عندها، بحيث يمكن أن يوصف البناء الفكري الناتج بالقول: (أحسن تأويلا)35/17. بيد أن البناء الـموصوف بالأحسن، لا ينسخ وجود عمليات جزئية تراكمية، تقوم بصورة مستمرة على اختيار النظير الناسخ الـموصف بالأحسن من قائمة من النظائر أو الخيارات الـمتاحة ..

القاعدة الثالثة: النظير الوسيط
والأخر الـمجيب*

تقرر هذه القاعدة الآية: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)106/2، فعندما نريد أن ننسخ آية فان النسخ يتم بالرجوع إلى النظير الـمجيب: (خير منها)، بيد أن في بعض الحالات يتطلب الأمر، توسط نظير مماثل: (نأت بـ... مثلها) نعتمد مكوناته باعتبارها هي الـمؤسسة للتتبع الذي يوصلنا إلى النظير الـمجيب.
ويمكن التدليل على هذه القاعدة بطريقة أخرى، فاذا ما عرفنا ان الخطاب القرآني هو خطاب مفرق، بمعنى مختلف الـموضوعات، حيث يقطع بعضها بعضا دون أن يتم الكلام في شيء منها، وهو ما يشير إليه صريح قوله تعالى: (وقرآنا فرقناه)106/17. فيترتب على ذلك ان منهج التعاطي مع القرآن يقوم على جمع متفرقات الايات: (إن علينا جمعه وقرآنه)17/75، الا ان هذا الجمع تارة يحتاج الى وسيط يمثل الرابط بين الطرفين، كما يقرر ذلك النظير: (فوسطن به جمعا)5/100.
والتسمية للآية بـ (الوسيط) و(الـمجيب) هي تسمية نسبية، إذ نادرا ما يوجد نظير لا يكاد يقدم شيئا، وإنما قد لا يقدم إجابة بالنسبة للسؤال الـمطروح، في الوقت الذي يمثل جسرا يعبر من خلاله الفكر إلى النظير الـمجيب. ويمكن التدليل على ذلك من خلال قوله: (إن علينا جمعه وقرآنه)17/75.
كذلك فان النظير الـمجيب قد يلعب دور النظير الوسيط لـما يهدي إلى نظائر تقدم ما لا يقدمه، فهناك متابعة للنظير ونظير النظير وهكذا دواليك في مسعى للفكر من أجل تفصيل موضوع البحث . لتكون كل العملية البحثية في إطار التأويل هو انتقالات متتابعة بين النظائر التي تحيل بعضها على بعض وتولد تلك الإحالات علاقات مستحدثة ينجم عنها الـمزيد من الأفكار والوجوه التي تبني رؤى وبصائر .
الا ان الـمفاجأة في هذه القاعدة، انها تقوم عندما نحصر التتبع في التماثل والتناظر اللفظي، اما اذا فتحنا التناظر ليشمل التماثل الـمعنوي، فان القاعدة تعدم نفسها، حيث نكتشف ان ما أوصلنا اليه النظير الوسيط يمكن النظر اليه باعتباره نظيرا معنويا، ونعدم النظير اللفظي الوسيط ونتخلى عنه ... إلا ان مع ذلك، فان ذلك الاكتشاف لا يبطل قاعدة النظير الوسيط بصورة مطلقة، بل تثبت التجربة التطبيقية للـمنهج ان لها وظيفتها الـمؤقتة، لا اقل، هذه الوظيفة التي توصل البحث إلى النظير الـمعنوي الـمجيب، عندما لا يخطر ببالنا ذلك النظير الـمعنوي....
النموذج الأول:

التساؤل عن معنى (حافظ) في الاية: (النجم الثاقب، إن كل نفس لـما عليها حافظ)3-4/86، يقودنا الى النظير الوسيط: (إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب)10/37، الذي يقودنا الى النظير الـمجيب: (وأنا لـمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا)8/72، فينسخ النظير وجه (حافظ) في وجه مساوق هو (حارس). واستنادا لهذا يمكن القراءة: " إن كل نفس لـما عليها حارس". فنكتشف ان النظير الوسيط هو نظير مجيب اذا ما اردنا تصريف آية (النجم) حيث يحكمها في (شهاب ثاقب) بينما هذا النظير ذاته يوصف بالوسيط اذا ما اردنا تصريف آية (حافظ)، وهذا يذكرنا بقوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)106/2، فالنظير الوسيط هو (نظير مماثل) بينما النظير الـمجيب هو (نظير خير منها).
النموذج الثاني:

التساؤل عن معنى (نقعا) في قوله تعالى: (فالـمغيرات صبحا، فأثرن به نقعا)3-4/100، يقودنا تتبع نظائر الآية إلى النظير الوسيط: (إنا نحن نحي الـموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم)12/36، وهذا النظير الأخير يقودنا إلى النظير الـمجيب: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)23/25، فاحكم النظير وجه (نقع) في وجه هو (هباء)…
النموذج الثالث:

التساؤل عن معنى (تهجد) في قوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة)79/17، مؤول بالنظير الوسيط: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة)142/7، ثم بالنظير الـمجيب: (وناديناه [أي موسى] من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا)52/19، فالنظير يكشف أن (التهجد) مفسّر بـ (النجوى) …
النموذج الرابع:

التساؤل عن معنى (يهرعون) في قوله تعالى: (فهم على آثارهم يهرعون)70/37، مؤول بالنظير الوسيط: (إنا نحن نحي الـموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم)12/36، ثم بالنظير الـمعنوي الـمجيب: (يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير)44/50، فيحكم النظير الـمجيب وجه (هرع) في وجه أخر هو (أسرع)…
النموذج الخامس:

التساؤل عن معنى (هضيم) في قوله تعالى: (وزروع ونخل طلعها هضيم)148/26، مؤولة بالنظير الوسيط: (والنخل والزرع مختلفا أكله)141/6، ثم بالنظير الـمجيب: (أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار) 174/2، ينسخ النظير تشابه (هضيم) عندما يحكمها بالـمقطع: (يأكلون في بطونهم.. النار)، في إشارة إلى الأحماض الهاضمة الـمسئولة عن حرق الطعام، وبذلك تعمل تلك الأحماض عمل النار بلحاظ آثارها الحارقة، يصادق على ذلك النظير: (من نار يصب... الحميم، يصهر به ما في بطونهم)19-20/22، فسمى النظير العصارة الهاضمة بحميم من نار …
النموذج السادس:

التساؤل عن معنى (هيئة) في قوله تعالى: (أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) 49/3، مؤول بالنظير الوسيط: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)49/51، الذي يقودنا تتبع نظائره إلى النظير الـمجيب: (وآخر من شكله أزواج)58/38، فيحكم النظير وجه (هيئة) في وجه مساوق هو (شكل). كما يمكن التأويل استنادا إلى إرجاع الآية إلى النظير الوسيط: (أولـم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون)71/36، الذي يقود إلى النظير الـمجيب: (قل كل يعمل على شاكلته)84/17، فيحكم أيضا وجه (هيئة) في وجه ظاهر هو (شاكلته). بناء على ذلك، يمكن قراءة الآية قيد البحث بالكيفية التالية: (إني اخلق لكم من الطين [كشاكلة] الطير)، وهو ما يساوق عبارة: (كهيئة الطير) …
النموذج السابع:
قوله تعالى: (فدلاهما بغرور فلـما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)22/7، مؤول بالنظير الوسيط: (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالـمين، فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)35-36/2، الذي يقود الى النظير الـمجيب: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة ...، ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم)92-94/16، يحكم النظير الوجه الظاهر (يخصف) في وجه باطن هو (يغزل). (*) تتصل هذه القاعدة بـ (إجراء التتبع) أقرب من اتصالها بإجراء (الإنصات والاستنباط). ولكن ذكرنها هنا استطرادا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/abokwther118
 
الدرس الثالث عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس الخامس عشر
» الدرس الثاني عشر
» الدرس السابع
» الدرس الخامس
» الدرس السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
علم الحروف والجفر والزايرجة :: علم التاويل في القران والحديث-
انتقل الى: