التَّوَّابُ
النور التاسع والثمانون




التَّوَّابُ : الذي يتجاوز عن تقصير المقصرين في حقه ، فلم يؤاخذهم بذنوبهم حين رجوعهم إليه وتوبتهم ، بل يصلح حالهم معه ويتهيئوا بعدها لكرامته ، وهو مبالغة من قابل التوب ، والتائب : المنيب الراجع للتواب ولقابل التوب والمصلح لحاله معه بتوبته ، فيعفوا عن ذنبه ، أو يغفره ، أو يستره ، ولا يؤاخذه به ويصلحه معه .




الإشراق الأول :
الله التواب في التجلي الخاص والعام  :
إن الله تعالى هو التواب الحق : بل يحب التوابين وهو حبيب التوابين ، وقابل التوب ، فمن يرجع لله ويصفي نفسه مع الله التواب يخلصه من كل تبعات ذنوبه ، بل يحبه ويغفر له ويستر عليه ، بل يعفو عنه ويذهب بكل آثر له ، بل يبدل سيئاته حسنات ، فسبحانه من حليم بر ودود رحيم تواب ساتر غفار عفو كريم .
فهو الله التواب الرحيم : لأنه سبحانه حين يوجد الخلق من تجلي نور أسماءه الحسنى برحمته ، فقد طهر الوجود وأصلحه وأعده لكي يستقبل بركات نوره بما يناسبه حتى يصل لأحسن غاية له ، وليكون في كل حال مستعد حتى يفيض الله عليه ما به صلاحه وكماله حتى يسعد بوجوده ويتم غرضه فينال الكرامة منه ، لأنه سبحانه ودود لطيف رءوف رحيم يحب خلقه وقد هيئهم لكرامته ولكل جميل وحسن يناسبهم ، ولذا أتقن وجودهم وأحسن تكوينهم لكي لا يكون مجال لما يفسد حقيقتهم ويبعدهم عن نيل بركات نور الأسماء الحسنى ولكل شيء بما يناسبه ، وإذا حصل ما يفسد شيء في التكوين وفي كائن تجلى عليه التواب بما يرجعه لكرامته ويصلحه حتى يوصله لأحسن غاية له، بل لحلمه بل لكرمه ورحمته ابتداء أصلح كل ما خلقه وجعله حسنه وكرمه بنور أسماءه الحسنى بحسب شأنه وجعله بأحسن صورة ممكنة يستحقها بمرتبته في الوجود ، فكيف إذا شيء أو عبد طلب الإصلاح من الله تعالى وتوجه له وعزم على التخلي عن كل فاسد ومفسد وظلم لنفسه وغيره ، فكيف لا يصلحه الله التواب الطاهر الستار الغفور بل العفو الغفار ، بل الزكي المزكي المطهر الجواد الكريم البر الودود الجليل .




الإشعاع الأول : التوجه لله التواب يصلح الوجود :
فالله التواب : إذا توجه له موجود وأصلح نفسه وطلب من الله التواب أن يصلحه ، جعله الله التواب مستعدا لكي ينال أكرم فيضه وبركاته ، وأصلحه ورفع كل ما يمنع من تجلي الأسماء الحسنى عليه ، إما بتجلي نور الغفور فيغر الذنب أو الستار فيستره أو العفو فيمحي أثره ، أو الغفار الكريم فيقلب سيئاته حسنات ويجعله مستعد ومتهيئ لنيل كل كرامة وخير من نور الأسماء الحسنى حتى ليجعل شأنه كبيرا جليلا عظيما في كل وجوده وصفاته وأحواله .
بل من يتوجه لله الرب الكريم الوكيل التواب والبر : بحق ويُرجع له كل وجوده ليصلحه فيتوكل عليه بكل أحوله ، ويصلح نفسه بالتوبة دائما ، والرجوع لله بالتوجه له بكل ما يقدم عليه من علم وعمل ، فيطلب صلاحه ولو من غير وجود مفسد عمله فضل عن خُلقا له ، بل بنفسه يرجع لله متوكلا عليه ابتداء ليجعله في أحسن حال لنيل كرمه ، وأفضل استعداد لتجلي رحمته ، وبأكرم حال متهيئ لما يصلحه ويكمله ، وهو يسعى بفضل الله دائما لطلب نور الكرامة والمجد والهدى منه بحق ، فإن الله فيضه عام وتوفيقه الابتدائي والثانوي بما يمد كل شيء حسب حاله وتوجه له لا مانع منه ، فحينئذ له كل رحمة وود ولطف وكرم وجود وهدى ، فيتجلى عليه الله بكل نور جمال وجلال مما يجعله لم يخطر عليه ما يفسد استعداه الأولي الفطري الذي خلقه حسن متقن كريم أبدا في طول عمره ، فيعصمه من الخطأ والفساد فيطهره بل يطهره تطهيرا ، فيكون صالحا مستعدا متهيئا بكل وجوده وأحواله لكل نور يتجلى من الأسماء الحسنى كلها ، وبأكرم وأعظم تجلي ممكن لممكن خلقه ، فيكون نبينا مرسلا أو وصيا له وأمير الأبرار وسيدهم في زمانه ويأمر المؤمنين أن يطلبوا منه جمال نوره ، فيكون قدوة لهم و يتعلموا منه ما يصلحهم ، فينالوا البر ويكونوا معه أبرارا ، فسبحانه من رب باعث تواب بر كريم جليل جواد .




الإشعاع الثاني: إذا تجلى الله التواب بالتجلي الخاص على عبد:
أصلحه بكل وجوده وصفاته وأفعاله وسيرته وسلوكه وعلمه وعمله ، وكل ما ينتسب له حتى يستعد ويتهيأ لينال كل كرامة ممكنة أن تتجلى من نور أسماءه الحسنى الظاهر في الوجود ، بل حتى يرفعه فيجعله أفضل قابل لنور هداه والظهور به ، فيكون إما نبيا أو مرسلا أو وصيا لنبي وإمام حق فيشرح هدى الله ويظهر بنوره بكل وجوده وبكل ما ينتسب له .
وخير من تجلى عليه الله التواب : نبينا الكريم محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، فأصلحهم وطهرهم تطهيرا ، وتجلى عليهم بأعظم كرامة ومجد وبأتم ظهور لنور هداه وبأكمل دين علما وعملا ، بل ووجودا وصفاتا وأخلاقا وسيرة وسلوكا ، فإنه النبي كان يستغفر الله من غير ذنب ، بل لكي يعد نفسه لنزول الوحي الإلهي ولتلقي فيض الكرامة ، وإنه قد أصلح نفسه بأعلى وأجمل توجه لله تعالى وتوكل عليه وفوض الأمر إليه بأحسن توكل وتفويض لممكن ، فتهيئ بأفضل استعداد لمخلوق بتوفيق الله ليظهر نور العظمة والكرامة والمجد فيه ، والله تعالى لما علم إنه اطهر خلقه وقد وفى له في التوجه له وتطهير نفسه ، كرمه فطهره تطهيرا وطهر آله معه فخلصه من كل شائبة شرك وشك ومعصية وفساد أو شيء يبعد عن رحمته وتجلي نور الكمال من أسماءه الحسنى ، فحبه الله ووده وبره وكرمه بأعلى وأعظم نور للمكن يمكن أن يُستقبل منه ، فخص نبينا الكريم وآله بهداه والظهور به بكل حال لهم ، كما عرفت في آيات التطهير والنور والبيوت المرفوع ذكر رجالها المختصة بالنبي الكريم وآله ، وبهذا ظهرت علومهم خالصة في تعليم دين الله وبكل ما يُعرف شؤون عظمة الله حتى كان الإسلام أكمل دين قويم وبأفضل هدى وتعاليم تُصلح البشر كلهم إلى يوم القيامة ، وتهبهم الكمال بأعلى مظهر في الوجود ، وبصراط مستقيم يقود لكل نعيم دائمي خالد دنيا وآخرة ، وليس فيه ضلال أبدا ولا ذرة متصورة من غضب الله على أهل الحق فيه أبدا ، بل لهم كل كرامة وبر وفضل وتزكية وتطهير وعلم ، بل ورثوا الكتاب بحق حتى كانوا الراسخون بعلمه ، ومطهرون مثله من كل ما يخالف هدى الله ، فسبحان من رب تواب طاهر زكي رحيم ، وبر كريم صادق شهيد مجيد .
وإن الله تعالى التواب الرحيم : قد عرفنا تطهير أهل البيت في آية التطهير وعاتب من عاندهم ، وهكذا في آية المباهلة والولاية والقربى والكوثر وغيرهن ، وعرفنا أهل دينه الذين استعدوا بكل وجودهم وتهيؤا بكل علمهم وعملهم لكي ينالوا نوره التام الكامل في الوجود ويتجلوا به بأحسن مظهر لممكن كما عرفت ، حتى أمرنا أن نأتي النبي الكريم فنطلب منه أن يستغفر لنا فيغفر الله لنا ذنوبنا ويتوب علينا ، وهكذا أمر أهله أن يؤمنوا لدعائه ليرفع في آية المباهلة ، بل أمرنا أن نودهم في آية القربى ليتجلى علينا بالحسنات المضاعفة بكل بركة وخير ، بل يحققنا بنور أسمه الغفور الشكور كما عرفت في نور تجلي اسم الله الودود ، فسبحان الله الغفور الشكور التواب الرحيم البر الودود الكريم الجليل الجواد .








الإشعاع الثالث : المؤمن تواب يتوجه لله التواب :
والمؤمن : يجب أن يتوب دائما ومن كل ما يبعده عن الله تعالى ومن كل فاسد أرتكبه ، لكي يعد نفسه لتتجلى عليه الأسماء الحسنى فتغفر وتعفوا وتستر ما فسد منه ، ثم تهيئه لكي تتجلى عليه الأسماء الحسنى التي تصلح وجوده بكل كرامة من الله التواب الرحيم الستار الغفور العفو الكريم الودود البر سبحانه .
فالمؤمن : تواب كثير التوبة ويتوجه لله التواب بكل وجوده ليصلحه معه ويهبه نوره بأحسن وجه ممكن ، ولم يصر على معصية ولو كانت صغيرة ولا يحبها ، ويتألم من وقوعها له أو لغيره بل حتى من عدوه ، فيرفض كل باطل وظلم وعدوان وحرام وسيء وخبيث وطغيان، وهوى نفس ليس في حلال طيب طاهر ، ويبتعد حتى في فكره عن خطرات الضلال ووساوس الشيطان وتسويل النفس ، وتسويفها عما يصلحه مع الله ، وما يوصله لكمال نور هداه ودينه ونعيمه الذي يتجلى نوره من كرم الله ومجده ، فيتوب لله ويتوكل عليه ليجعله بأتم هداه ، فيتوب إذا أخطا ولا يسوف لأنه يعلم ويعمل بقوله تعالى :
{ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ
تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (119) } النحل
ويعلم : { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى الله لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ الله عَلَيْهِمْ وَكَانَ الله عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قال إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) } النساء .
والمؤمن منتبه لا يُسلم لعدوه لأنه يتوجه لله ليخلصه :
{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَان
ِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201) ....
وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ  (205) إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) } الأعراف .




الإشراق الثاني :
كلام في التوبة وأسسها وحقائقها :
يا طيب : طلب التوبة من الله التواب من ضروريات الإسلام ، ويجب على الإنسان المؤمن أن يتوب دائما ، وفي كل يوم ، بل في كل آن ، ولو من غير معصية ، وذلك لكي يعد نفسه ويهيئها لتنال رحمة الله وكل كرامة تتجلى من الأسماء الحسنى كلها بما يناسب صلاحه واستعداده لتقبل فيض الله وتجلي كرامته ، وإن المكان الدنس الوسخ بالذنوب لا يتجلى عليه نور الأسماء الحسنى ولا كرامة من الله له ما دام مصر على البقاء في المعصية والفساد ، وغير مستعد لها ولم يتوجه لله بالتوبة ليطهر محل وجوده ومحيطه وملكه وصفاته وأفعاله وسيرته وسلوكه ، فينال الكرامة والمجد من نور الله الذي يبقى للعبد المؤمن أبدا بنعيم وسعادة وفرح وسرور ، ولا إمهال ولا استدراج فيه ، وكما يكون للعاصين الذي يُمدون ببعض العطاء الدنيوي ومُلك فاني ينغصه المرض والهم والغم في طلبه وجمعه وصرف ، ولا اطمئنان روح معه مهما كبر وبقي لسنوات عديدة في أيام عمر العاصي ، ثم له ما له من العذاب .
فإنه لكي يبقى نور الأسماء الحسنى : مع الكرامة والمجد للعبد أبدا لابد أن يكون العبد نظيفا طاهرا من الذنوب كلها ، ويخلص من تبعاتها بتجلي الله التواب عليه ، إما بغفران الذنوب أو بسترها أو تبديلها حسنات ، أو أن يعفو عنها بمحو أثرها وجعل روح الإنسان وملكه وتصرفه وسلوكه صالحا لتجلي نورا كريما منه فيكون له ثواب جزيل عظيم في مجد الله وفضله المعد لأوليائه المخلصين .
ولذا الله تعالى : عرفنا هذه الكرامة للتوبة وتطهير المحل وصلاحه وإصلاحه حتى يجعله متقبل لنور الله الكامل التام ، وبأعظم نور نزل وتجلى من الأسماء الحسنى للنبي وآله الكرام ولمن تبع الحق وسار في صراط مستقيم لهداه الذي فيه كل كرامة ونعيم ، وفي آيات كثيرة مثل آيات التطهير والفتح وتعريف شأنه الكريم .
وذلك لأن النبي وآله كانوا يستغفرون ويتوبون : ويصلحوا أنفسهم من غير ذنب ، بل يتوجهون لله تعالى بأكمل توجه وأتم طهارة في المعرفة لشؤون عظمة الله ومجده وكرامته النازلة على العباد ، ولذا نقل في هذا المجال أحديث كثيرة عن استغفار نبينا الكريم في اليوم سبعين مرة أو ثلاثمائة وستون مرة أو في كل مجلس خمسة وعشرون مرة ، أو غيرها من الألفاظ التي تعلمنا طاهرة وجوده وقدسه وصفائه مع الله تعالى وتهيئه واستعداده لنيل كرامة الله .
وهكذا نقلت أدعية وأحاديث كثيرة : تعرفنا كيفية التوبة وآثارها وكيف تتم التوبة لله بألفاظ الاستغفار وغيرها ، حتى كانت معارف التوبة ومما يجب أن يتوب منه العبد وآثار التوبة والذنوب وزمانها وكيف تُكتب الحسنات والسيئات وكيف تمحى ، وكل ما يقال في التوبة وما يناسبها قد تُكون هذه المعارف كتاب قد تتعد أجزاءه ، ولكن هنا نذكر بعض الأحاديث ، وقد ذكرنا بعض الأدعية الطويلة في صحيفة الطيبين من موسوعة صحف الطيبين في أدعية التوبة ، فراجع صلاة الليل وما بعدها من أدعية الاستغفار ، وقد وضعت فيها ساعة في منبه يدق تنبه العبد الطيب لعمله في كل وقت ، وهل هو في طاعة الله ليشكر ربه ، أو قد خالف والعياذ بالله ليستغفر ربه ويتوب ، فإن الله تواب رحيم يغفر جهل عبده إن أخلص له فصفى محل روحه وفكره وعلمه وعمله عن المعصية والذنوب ، وحب أن يتطهر ويخرج منها صادقا لينال الكرامة عنده ، فسبحانه تواب غفور عفو غفار لمن تاب وأمن وعمل صلاحا ثم اهتدى ، أي طلب طاعته من المنعم عليهم وأهل الصراط المستقيم .
وهذه يا طيب : بعض الأحاديث في ضرورة التوبة نذكرها ، لأن التوبة مهمة في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الطاهر ، وضرورية جدا لإصلاح المحل الروحي والعلمي والعملي لنا،  ليتوب الله علينا ويصلحنا ، فيرفع كل فاسد من فكر وعلم وعمل من وجودنا ، وليزكينا فيهب لنا كل نور من تجلي أسماءه الحسنى وبركاتها ، ولا يستغني عبد عن التوبة والرجوع لله والإنابة إليه حتى ولو تصور نفسه لم يعص الله طرفة عين ، لأن التوبة بنفسها رجوع لله وتوكل عليه ، وفيها تفويض الأمر إليه لكي نصلح ونستعد لكل كرامة تأتي من عنده لمؤمن حب الله ، وحبه الله التواب الرحيم الذي يحب توابين ويحب المتطهرين فيهبهم بره ورحمته .