علم الحروف والجفر والزايرجة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم الحروف والجفر والزايرجة

علوم ؛رياضيات ؛قضاء حوائج ؛ادعية ؛تنبؤات مستقبلية ؛تفسير احلام:-تاويل :احداث العالم ؛اخبار مايدور حولك:الحرب العالميةالثالثة وقتها ومن يبدأ بها؛حكم واحاديث وروايات وقصص
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدرس الرابع في التاويل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منتظرالفرج
مديرالمنتدى والمشرف العام
مديرالمنتدى والمشرف العام
منتظرالفرج


عدد المساهمات : 993
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

الدرس الرابع في التاويل Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الرابع في التاويل   الدرس الرابع في التاويل Icon_minitime1الأحد 17 أكتوبر 2010, 1:54 am

التأويل والدائرة الناسخة





لنعود إلى لملمت المعطيات النظرية المتقدمة لنصوغ منها تعريفا لعلم التأويل بصفته منهج استنباط الفتوى: ((التأويل هو تفسير الآية بالآية، عن طريق إلحاق الآية المتشابهة بالآية المحكمة، بجامع التشابه (:التماثل) القائم بينهما، حيث بتتبع التشابه (:التماثل) تقلّب الآيات على وجوه ظاهرة وباطنة، بهدف نظمها، لاستنباط الوجه الذي فيه الفتوى)).

فأتضح مما تقدم أن الآية المتشابهة هي الآية التي غمض معناها، وجهلنا وجهها ودلالتها أو هي الآية المضطربة في دلالتها، المترددة في وجوهها، بينما الآية المحكمة هي الآية التي يتميز وجهها ومعناها بالوضوح والبيان والثبات. وعملية ردّ الآية المتشابهة إلى الآية المحكمة، لتجاوز التشابه وإجلاء المعنى والدلالة والوجه، تأتي في إطار إرجاع الفرع إلى أصله. فتمنح عملية إرجاع الآيات إلى بعضها للآيات تسمية، تشير إلى وظيفتها التفاعلية، فالآية المتشابهة يطلق عليها اسم الآية المنسوخة، والآية المحكمة يطلق عليها اسم الآية الناسخة. حيث كلمة النسخ في اللغة تتضمن وجوه منها: (الإبطال)، المتجلي في زوال التشابه، وإبطال تنازع الوجوه. ومن وجوهها (التثبيت) حيث تثبّت الآية على وجه من وجوهها بوضوح، ويستدل بالتماثل القرآني على ارتباط المثل بشبهه بعلاقة تفسيرية. فإلحاق الآيات ببعضها يؤدي إلى إجراء تحولات في دلالة الآيات، للكشف عن وجوهها، ظاهرة وباطنة، وهي التحولات التي تبرز فيها وجوه وتختفي أخرى، هذا التصريف للوجوه يستهدف تثبيت الخطاب على قراءة ووجه، يتناول الحقيقة المبحوث عنها، المصطلح عليها بالفتوى. ويمكن اختصار هذه العملية المعنونة بـ (الاعتبار- التأويل) بالرسم الإيضاحي التالي، الذي نشرحه بعد عرضه:

تؤدي عملية رد أو إرجاع الآية المتشابهة إلى الآية المحكمة إلى نشوء الدائرة، كما تبدو في هذا الرسم الإيضاحي، والتي يمكن أن تشتق أسماؤها من وظيفتها، التي تُعدد عناوينها، فقد تسمى: الدائرة التأويلية، أو دائرة الاعتبار، أو دائرة الإحكام أو الدائرة المحكمة، أو دائرة التصريف (: تصريف الوجوه)، أو دائرة تجديد الوجوه، أو دائرة الاستنباط، أو دائرة إنتاج القراءات، أو دائرة الفتوى، أو دائرة ما نفدت كلمات ربي، إلى غير ذلك من الأسماء المتصورة.

وهذه الدائرة توضح، من جهة، عملية التأويل في صيغتها الأولية القائمة بين آيتين، ومن جهة أخرى، تمكننا من فهم العملية التأويلية في صورتها المعقدة، والناشئ تعقيدها عن تتابع حركة هذه الدائرة إلى الأمام، باستئناف حركة دورانها، كما تعبر عنها الأسهم الرابطة بين الآيتين. لذلك يمكن النظر إلى الأسهم في الرسم التخطيطي، باعتبارها ترمز إلى التناظر والتماثل، الذي يدّل الباحث على الآية المحكمة، التي ينبغي إلحاق الآية المتشابهة بها لنسخها، فالتناظر بين الآيات يعمل كنظام إشاري، يدل الفكر على حركته بين الآيات القرآنية، وهو يتتبعها استقراءً، بهدف إتمام وجه الآية (المطلع)، التي انطلق منها البحث، والمتعلقة بالموضوع المبحوث.

وآلية عمل هذه الدائرة تقوم على نسخ الآية المتشابهة بإرجاعها إلى الآية المحكمة، وهي العملية ذاتها التي يعبر عنها بالعبور من الظاهر إلى الباطن، فسمي المتشابه ظاهر، باعتبار المتشابه هو المجهول، والظاهر يلازمه الجهل كما يقول تعالى: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهرا)7/30. فالآية تعرف جهل الناس (لا يعلمون) بأنه هو علمهم بالظواهر(يعلمون ظاهرا)، فصار الظاهر هو المجهول، وهو ما يحدد المقابل بالباطن المعلوم، وصار الانتقال من المتشابه الى المحكم هو عينه عبور من الظاهر الى الباطن. ولكن لماذا سمي المحكم باطنا؟ فلان المحكم هو الذي يكشف ما خفي وبطن من الظاهر.

وبناء على ذلك فان رد المتشابه الى المحكم، بدلالة التناظر، يؤدي الى نتيجة محكمة في الجزء المتساءل عنه وتم إبطال تشابهه برده الى المحكم، بينما في بقية أجزاء تلك النتيجة يمكن إلقاء المزيد من الأسئلة عليها وتحويلها الى وضع المتشابه من جديد، مما يعيد النتيجة إلى موضع التشابه ولكن بلحاظات أجزاء أخرى منها، مما يفرض إحكامها البحث عن الناسخ للتشابه، فتستأنف الدائرة دورتها من جديد. فكل دورة تدورها الدائرة التأويلية الناسخة تضيف المزيد من الآيات النظيرة التي تفصل في الموضوع المبحوث. بهذا ينجلي الإطار العام للتأويل باعتباره منهج استنباط الفتوى من الكتاب والسنة.
نماذج تراثية


في الوجه الظاهر والباطن
بعد اتضاح المعالم التفصيلية للتأويل، كمنهج للاستنباط من القرآن، يمكن عرض بعض تطبيقات المنهج في الخطاب كما رُويت عن الرسول والوصي وفقهاء الرعيل الأول، لنتبين كيف مثّل التأويل الخلفية النظرية، التي انطلق منها المسلمون الأوائل في تفسيرهم وتأويلهم لآيات القرآن تفسيراً يعالج القرآن بالقرآن. ويكشف عن تصرف الوجوه القرآنية الظاهرة منها والباطنة بصورة ملفته ومدهشة..
النموذج الأول:



قال الرسول (ص) لمن سأله ما (العدل) في قوله تعالى: (ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون)48/22، فقال (ص): الفدية))، تم تأويله استنادا للنظير القرآني: (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية)15/57. فنظر الرسول في الأمر تأويلا، عندما تتبع نظائر الآية في (لا يؤخذ) مما قاده إلى كشف النظير المحكم، الذي نسخ وجه عدل بصرفه إلى وجه آخر هو (فدية).
النموذج الثاني:



عن الاصبغ بن نباته قال: خطبنا أمير المؤمنين (ع) على منبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس سلوني فإن بين جوانحي علماً جماً، فقام إليه ابن الكواء فقال: يا ‎أمير المؤمنين ما الذاريات ذرواً؟. قال: الرياح. [قال تعالى: (تذروه الرياح)45/18]، قال: فما الحاملات وقراً؟ قال: السحاب [قال تعالى: (أنزل من (سحاب) السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا)17/13]. قال: فما الجاريات يسراً؟ قال: السفن. [قال تعالى: (والفلك تجري في البحر)65/22]، قال: فما المقسمات أمراً؟ قال: الملائكة، [قال تعالى: (ينزل الملائكة بالروح من أمره)2/16]) )). في هذا التطبيق تجد تأويلات الإمام علي(ع) تستند إلى الاستدلال بالمثل على شبهه، إذ هو القائل: ((المثل دليل على شبهه))، فانتقل من الآية إلى الآية النظيرة ففسرها بها، وفي هذا التطبيق إجلاء للمنهج بالخطوات المتقدم شرحها بصورة لا لبس فيها ..
النموذج الثالث:



عن علي (ع) قال: قال تبارك وتعالى: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله، وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم)143/2، فسمى سبحانه الصلاة هنا إيماناً)). في هذا التطبيق تتبع الإمام علي(ع) كلمة (ضاع) فقارن بين قوله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم)143/2، والنظير: (أضاعوا الصلاة)59/19، وبذلك صرف وجه (الإيمان) إلى وجه باطن يفيد (الصلاة).
النموذج الرابع:



عن ابن عباس في قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم)29/4، قال: ((لا تقتلوا أهل نبيكم، إن الله يقول: (تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم)61/3، فكان أبناؤنا الحسن والحسين، وكان نساؤنا فاطمة، وكان أنفسنا النبي وعلي)). في هذا التطبيق انتقل ابن عباس من قوله: (ولا تقتلوا)، إلى النظير الذي تمثله آية المباهلة النازلة في الرسول وأهل بيته: (وأنفسنا وأنفسكم ...)61/3، فأوضح أن الآية تفيد ألا تقتلوا الرسول والإمام علي(ع) وعندما عمم القتل على بقية أهل البيت(ع)، باعتباره قرأ بالنسخ اكمالا: "ولا تقتلوا انفسنا وأنفسكم ونساءنا ونساءكم وأبنائنا وأبناءكم" كما سيأتي شرحه لاحقا.
النموذج الخامس:



وعن زيد بن علي (ع)، في قوله تعالى: (فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)43/16، قال: ((ان الله سمى رسوله في كتابه (ذكرا)، فقال تعالى: (وأرسلنا ذكرا رسولاً)11/65، وقال: (فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) أي آل الرسول)). ففي هذا التفسير، ارجع زيد بن علي المتشابه إلى نظيره الناسخ: (وارسلنا ذكراً رسولاً)، في هذا السياق نجد الظاهر والباطن معا، فالله يسمي الرسول ذكراً.

النموذج السادس:

عن إبراهيم بن أبى محمود، عن أبي الحسن الرضا (ع) ‎قال: سألته عن قول الله: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم)7/2، قال الإمام الرضا(ع): (الختم) هو (الطبع) على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال الله عز وجل: (وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا)155/4)). في هذا التطبيق انتقل الإمام الرضا(ع) من النظير: (ختم الله على قلوبهم)7/2، إلى النظير محكم، وان كان هناك من النظائر ما هو أوضح، مثل قوله تعالى: (طبع الله على قلوب الكافرين)101/7. فنسخ النظير تشابه (ختم) عندما صرفها إلى وجه ظاهر مساوق يتعين في (طبع).
النموذج السابع:



وفي خطاب للإمام علي (ع) فسر فيه بعض آيات القرآن تفسيراً باطنياً، شارحاً لمخاطبه هذا النمط من المعاني التي ينصرف إليها اللفظ القرآني، فقال: ((ومن كتاب الله عز وجل، ما يكون تأويله على غير تنزيله، ولا يشبه تأويله بكلام البشر، ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك. تكتفي به إنشاء الله تعالى. وهو حكاية الله عز وجل عن إبراهيم (ع) حيث قال: (إني ذاهب إلى ربي)، فذهابه إلى ربه توجهه إليه في عبادته واجتهاده، ألا ترى أن تأويله غير تنزيله؟! وقال: (وانزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) وقال: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) فإنزاله ذلك: ‎خلقه إياه. وكذلك قوله: (إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) أي: الجاحدين. والتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره. ومعنى قوله: (فهل ينظرون إلا إن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) فإنما خاطب نبينا محمداً (ص) هل ينتظر المنافقون والمشركون إلا إن تأتيهم الملائكة فيعاينونهم، أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك. يعني بذلك: أمر ربك، والآيات هي: العذاب في دار الدنيا، كما عذب الأمم السالفة والقرون الخالية. وقال: (أو لم يروا إنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) يعني بذلك: ما يهلك من القرون، فسماه إتيانا. وقال: (قاتلهم الله أنى يؤفكون) أي لعنهم الله أنى يؤفكون. ‎فسمى اللعنة قتالاً، وكذلك قال: (قتل الإنسان ما أكفره) أي: لعن الإنسان، وقال: (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)، فسمى فعل النبي (ص) فعلاً له، ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟!. ومثل قوله: (بل هم بلقاء ربهم كافرون)، فسمى البعث: لقاء، وكذلك قوله: (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) أي: يوقنون أنهم مبعوثون، ومثله قوله: (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم) أي: ليس يوقنون أنهم مبعوثون، واللقاء عند المؤمن: البعث، وعند الكافر: المعاينة والنظر. وقد يكون بعض ظن الكافر يقيناً، وذلك قوله: (ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها) أي: تيقنوا أنهم مواقعوها. وأما قوله في المنافقين: (ويظنون بالله الظنونا) فليس ذلك بيقين ولكنه شك، فاللفظ واحد في الظاهر، ومخالف في الباطن، وكذلك قوله: (الرحمن على العرش استوى) يعني: استوى تدبيره وعلا أمره، وقوله: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) وقوله: (وهو معكم أينما كنتم)، وقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فإنما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة، التي ركبها فيهم على جميع خلقه، وأن فعله فعلهم)).

هذه سبع نماذج من التطبيقات تستند إلى الخلفية المنهجية التي يمثلها علم التأويل، مما تقدم شرحه، ونتج عنه الدائرة التأويلية الناسخة، التي فيها يتم العبور من الظاهر إلى الباطن، بتحول الآية من الوجه المتشابه إلى الوجه المحكم الواضح، أو الباطن، ويمكن مراجعة شرح هذه النظائر وتشريحها القواعدي في كتابنا (التأويل: منهج الاستنباط في الإسلام).






(*) لقد عرضنا لشرح هذه التطبيقات في كتابنا: (التأويل منهج الاستنباط في الإسلام)، فمن طلب الشرح فليراجع
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/abokwther118
 
الدرس الرابع في التاويل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم التاويل الدرس الاول
» الدرس الثاني في التاويل
» الدرس الرابع عشر
» الدرس الثامن
» الدرس الخامس عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
علم الحروف والجفر والزايرجة :: علم التاويل في القران والحديث-
انتقل الى: