[إلهي! هذه أزمّةُ نفسي قد عقلتها بعقال مشيئتك وهذه أعباء ذنوبي درأتها برحمتك ورأفتك وهذه أهوائي المضلّة وكّلتها إلى جناب لطفك].
(إلهي! هذه أزمّةُ نفسي قد عقلتها بعقال مشيئتك)
أزمّة جمع زمام: وهو مقود الدابّة.
العقال بالكسر: خيط يكون آلة لإمساك البعير.
المعنى: يا إلهي! قد جعلت زمام نفسي ومقودها، معقولة ومربوطة برباط مشيئتك وإرادتك المقدسة.
(وهذه أعباء ذنوبي درأتها برحمتك ورأفتك)
الأعباء جمع عبء بالكسر: بمعنى الحمل والثقل من أيّ شيء كان.
درأتها، الدرأ: الدفع، ودرأتها دفعتها.
الرأفة: هي أرق من الرحمة.
المعنى: يا إلهي! قد جعلت جميع حملي وأثقالي من الذنوب والخطايا مرفوعة ومشفوعة برأفتك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
(وهذه أهوائي المضلّة وكّلتها إلى جناب لطفك)
الأهواء جمع هوى: وهو شذوذ النفس.
المضلّة: غير مهدية، أي الأهواء الموجبة للضلالة والغواية.
المعنى: يا إلهي! إنّني أقرّ وأعترف أن لي هوى مضل ومغوي لا أستطيع دفعه أو التغلب عليه إلاّ بمساعدتك وإعانتك وتوفيق منك لأنتصر عليه وأنت لطيف بعبادك المؤمنين، غفور لما يصدر منهم بسبب الهوى المضل والنفس الأمّارة بالسوء، وأنت أرحم الراحمين.
[فاجعل اللّهمّ صباحي هذا، نازلا عليَّ بضياء الهدى، والسلامة في الدّين والدّنيا، ومسائي جُنّة من كيد العدى، ووقاية من مرديات الهوى، إنّك قادر على ما تشاء (تؤتي المُلك من تشاء، وتنزع المُلك ممّن تشاءُ، وتُعزُّ من تشاءُ، وتُذلُّ من تشاءُ بيدك الخير، إنّك على كلّ شيء قدير)(آل عمران/26) (تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل وتُخرج الحيَّ من الميت، وتخرج الميت من الحيِّ، وترزق من تشاء بغير حساب)(آل عمران/27)].
(فاجعل اللّهمّ صباحي هذا، نازلا عليَّ بضياء الهدى، والسلامة في الدّين والدّنيا)
نازلا: النزول: الحلول، يقال: نزلت منزلا: أي حللت به.
الهدى: الرشاد والدلالة، يقابله الضلال.
السلامة: التعرّي من الآفات.
الدين: هو الجزاء، وقد قيل: «كما تدين تدان» وقد يعبر به عن الإيمان والطاعة، قال تعالى: (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك). يوسف/76.
أيّ في طاعته.
الدنيا مؤنث أدنى: من الدنو أو الدناءة، أيّ الدار الأقرب إلينا من الآخرة.
المعنى: يا إلهي! اجعل صباحي هذا حالا وفائضاً عليَّ بنور الهداية والإرشاد، والسلامة والأمان من آفات الدين: وهو الضلال والغواية، وآفات الدنيا من أمراضها وأوجاعها وهمومها...
(ومسائي جُنّة من كيد العدى، ووقاية من مرديات الهوى)
الجُنّة: الترس والحرز والحفظ. قال الشاعر:
عليّ حبّة جُنّة *** قسيم النار والجنّة
وصيّ المصطفى حقّاً *** إمام الإنس والجِنّة
الكيد: المكر والخديعة والاحتيال.
العدى جمع العدو: وهو ضد الصديق.
الوقاية: هي حفظ الشيء ممّا يضره.
مرديات الهوى: أي المهالك الناشئة من هوى النفس يقال ردي بالكسر، ردى أي هلك، وأردأه غيره: أهلكه.
المعنى: يا إلهي! واجعل مسائي هذا حفظاً وحرزاً من أي ضرر وخديعة من الأعداء، ووقاية وستراً من المهالك الناشئة من هوى النفس، لأنّ النفس تهوي وتتردّى وتأمر بالسوء إلاّ ما رحم ربّي.
(إنّك قادر على ما تشاء (تؤتي المُلك من تشاء، وتنزع المُلك ممّن تشاءُ))
الملك بضم الميم: السلطنة والتصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وقيل: إنّه يختص بساسة الناطقين، لذا يقال: ملك الناس، ولا يقال: ملك الأشياء.
تنزع والنزاع: القلع، يقال: نزعت الشيء من مكانه أنزعه نزعاً إذا قلعته.
المعنى: الملك المطلق هو لله تعالى وحده، وهو المالك لما في الوجود لا ينازعه في ملكه منازع. إنّه الوحيد الذي يتصرّف في ملكه كما يشاء ويريد، فيعطي من يشاء كما يشاء، ويحرم من يشاء كما يشاء، فهو المعطي وهو الآخذ، وهو المنعم وهو المحرم، وهو على كل شيء قدير.
((وتُعزُّ من تشاءُ، وتُذلُّ من تشاءُ بيدك الخير، إنّك على كلّ شيء قدير)(آل عمران/26)
العزّة: الصلابة، وهي حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب، من قولهم أرض عزازة أيّ صلبة.
الذلّ بالضم: ضد العزّ، وبالكسر: اللين، وأذلّة واستذلّه وذلّله بمعنى واحد.
المعنى: لله تعالى الأمر المطلق، فهو المعز من يستحق العزّة والكرامة، وهو المذلّ من يستحق الذلة والإهانة. بيده سبحانه الخير المطلق، يصيب به من يشاء ويصرفه عمّن يشاء، وهو على كل شيء قدير.
((تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل))
الولوج: الدخول في مضيق.
المعنى: إنّ الله تبارك وتعالى له القدرة المطلقة.
ولا يستطيع الإنسان أن يتعرّف على تلك القدرة إلاّ عندما يتعرّف على المقدورات والمخلوقات التي خلقها سبحانه. فمن هذه المخلوقات الأرض التي جعلها سبحانه كروية الشكل لتسبح في الفضاء والهواء، وجعلها تدور حول نفسها فيحصل من هذه الدورة الليل والنهار، وتدور حول الشمس فيكون الفصول الأربعة، فعبّر سبحانه عن دخول الليل في النهار، ودخول النهار في الليل نتيجة لهذه الحركة، وهذه الدورة حول نفسها...
((وتُخرج الحيَّ من الميت، وتخرج الميت من الحيِّ))
المعنى: الحياة والموت أمران متقابلان متناقضان عندما يكون هناك حياة لا يوجد موت، وعندما يكون هناك موت فلا حياة، ولكن كيف يخرج الله تعالى الحياة من الموت، أو يخرج الموت من الحياة؟!
قيل: إنّ الحياة هي الهداية والإيمان، لأن المؤمن هو الحي في الدنيا والآخرة، والكافر الضال هو الميّت في الدنيا والآخرة، لأنّه يعيش في الحياة كالأنعام بل أضل سبيلا، ولا يعرف الغاية الأساسية التي وجد من أجلها قال تعالى: (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها). الأنعام/122.
فالحياة هي الهداية والإيمان والنور، والموت هو الكفر والجحود والسير في ظلمات الغيّ والجهل. فيخرج الله تعالى المؤمن من الكافر، ويخرج الكافر من المؤمن، وقد روي هذا المعنى عن الإمامين الباقر والصادق(4).
وقيل: المراد بإخراج الحيّ من الميّت، وإخراج الميّت من الحي الأعم، كإخراج النبات والحيوان من الأرض العديمة الشعور والإحساس، فهذا إخراج الحيّ من الميّت وعندما يعود الإنسان والحيوان والنبات إلى الأرض فيكون إخراج الميّت من الحيّ. كذلك حبّة القمح أو الشعير أو غيرها، وهي ميّتة تنبت سنابلا حيّة كما قال الشاعر:
ما حبّة ميتة كم حييت بميتتها *** سنابل ما أنبتت سِناناً وأضراسا
(( وترزق من تشاء بغير حساب))(آل عمران/27).
الرزق: هو العطاء الجاري، قال تعالى: (أنفقوا ممّا رزقناكم). البقرة/254.
المعنى: إنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق وتكفّل في رزقهم بشرط أن يسعوا سعياً معقولا محدوداً، بحيث يقسم أوقاته إلى ثلاثة أقسام: قسم للسعي وراء رزقه في الحلال وطاعة الله، وقسم آخر لعبادته وطاعة ربّه بما أمر، وثالث لراحته ورفاهيته بما أحلّ الله تعالى له.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ألا وإنّ الروح الأمين نفث في روعي: أنّه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتّقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله، فإنّ الله تعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالا، ولم يقسّمها حراماً، فمن اتّقى الله وصبر أتاه رزقه من حلّه، ومن هتك حجاب ستر الله عزّ وجلّ وأخذه من غير حلّه، قصّ به من رزقه الحلال، وحوسب عليه(5).
وقال مولانا أميرالمؤمنين(عليه السلام): الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، فلا تحمل همّ سنتك ويومك، كفاك كل يوم ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى جدّه سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهمّ لما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطئ عنك ما قد قُدّر لك(6).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الرزق لينزل من السماء إلى الأرض على عدشد قطر المطر إلى كل نفس بما قدر لها، ولكن لله فضول فاسألوا الله من فضله(7).
وقال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام) قال: من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يردّه كراهية كاره! ولو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت.
ثم قال(عليه السلام):إنّ الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشكّ والسخط(8).
إذن رزق الله وعطاؤه إلى المخلوقين بلا حساب أو عدد ولم يرزقهم لدينهم أو لأخلاقهم، بل إنّ رزقه سبحانه عام لجميع المخلوقات، حتى الوحوش والحشرات والديدان لا ينساها سبحانه من فضله وكرمه وجوده...
[لا إله إلاّ أنت سبحانك اللّهمّ وبحمدك، جلّ ثناؤك من ذا يعرف قدرتك فلا يخافك، ومن ذا يعلم ما أنت فلا يهابك، ألّفت بقدرتك الفِرَق، وفلقت برحمتك الفَلق، وأنّرت بكرمك دياجي الغسق، وأنهرت المياه من الصمّ الصياخيد عذباً واُجاجاً، وأنزلت من المعصرات ماءً ثجاجا، وجعلت الشمس والقمر للبريّة سراجاً وهّاجاً، من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوباً ولا علاجاً].
(لا إله إلاّ أنت سبحانك اللّهمّ وبحمدك، جلّ ثناؤك من ذا يعرف قدرتك فلا يخافك، ومن ذا يعلم ما أنت فلا يهابك)
سبحانك، التسبيح: التنزيه والتمجيد.
بحمدك، الحمد: هو الثناء على الله تعالى بما يليق به وبما هو أهله.
المعرفة والعرفان: هو ادراك الشيء بفكر وتدبر لأثر.
العلم: هو إدراك الشيء بحقيقته.
المعنى: يا إلهي! لا مبعود سواك، ولا ملجأ منك إلاّ إليك، سبحانك لك الحمد والمجد والكبرياء والعظمة من ذا الذي يعرف قدرك وقدرتك ولا يخشاك أو يخافك أو يهابك، ومن ذا الذي يعلم كنه وجودك وعظمة آياتك ودلائلك وبراهينك في الدنيا والآخرة ولا يحترمك أو يطيعك، سبحانك جلّت عظمتك، وظهر برهانك، فلك الحمد يا ربّ العالمين.
(ألّفت بقدرتك الفِرَق، وفلقت برحمتك الفَلق، وأنّرت بكرمك دياجي الغسق)
ألّفت، التأليف: هو ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتّب ترتيباً، قُدّم فيه ما حقه التقديم، واُخر فيه ما حقه التأخير.
الفِرق: هي القطعة المنفصلة، وتطلق على الجماعة المنفردة من الناس.
فلقت، الفلق: هو شقّ الشيء وإبانة بعضه عن بعض.
الفلق: الصبح.
أنرت: من الإنارة والإضاءة.
دياجّيّ: دياجي الليل: حنداسه، والحندس: الليل الشديد الظلمة.
الغسق: أول ظلمة الليل.
المعنى: يا إلهي! إنّ قدرتك بلغت حداً من الإعجاز والتحدّي، فقد ألفت وجمعت الفرق والجماعات من الناس المختلفة والمتفاوتة بأفكارها وأعمارها وأهوائها. وفلقت وشققت الفجر حتى ظهر ضوء الصبح برحمتك وكرمك، وأنرت بفضلك وجودك ضوء النهار بعد ما كان الليل الدامس الحالك يغطي الأرض، فأنشأته وأنرته بجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين...
(وأنهرت المياه من الصمّ الصياخيد عذباً واُجاجاً)
أنهرت المياه: أي أسلتها وأجريتها.
الصمّ: يقال حجر صمّ، أيّ صلب مصمت.
الصياخيد جمع صيخود، وصخرة صيخود: أي شديدة.
عذباً، الماء العذب: هو الماء الطيب السائغ للشاربين.
اُجاجاً، الماء الاُجاج: هو الماء المالح.
المعنى: يا إلهي! سبحانك ما أكرمك وما أكثر نعمك أجريت المياه من الصخور الصمّاء الشديدة المتماسكة، مياه عذبة طيبة سائغة للشاربين، ومياه مالحة لا يمكن أن تساغ أو تذاق في البحار والمحيطات...
(وأنزلت من المعصرات ماءً ثجاجا)
المعصرات: السحاب والغيوم التي تعصر المطر.
ثجّاجاً: يقال ثجّجت الدم أو الماء إذا أسلته بالوادي يثجّجه أيّ يسيله، ومطر ثجّاج، إذا انصب بغزارة وقوّة.
المعنى: يا إلهي! سبحانك ما أكرمك وأكثر نعمك، فقد أنزلت من الغيوم التي تسبح في الفضاء، التي تُعصر فيخرج منها ماءً هاطلا منصبّاً بشدة وقوّة سائحاً سائلا تسقي به المخلوقات والمزورعات...
(وجعلت الشمس والقمر للبريّة سراجاً وهّاجاً)
البريّة: يقال برء الله الخلق برءاً، وهو البارئ، والبرية: الخلق. والبري التراب. فيمكن أن يقال: برء الله الخلق من البري، أي خلق الله الخلق من التراب.
السراج: هو الزاهر المضيء بفتيلة ودهن، ويعبّر به عن كل مضيء.
وهّاجاً: الوهج بالتسكين، مصدر وهجت النار وهجاناً: إذا أتقدت واشتعلت بنور عظيم.
المعنى: يا إلهي! سبحانك! كيف جعلت الشمس تضيء بالنهار والقمر يعكس ضوءها فينير بالليل، فأصبحا سراجين وهّاجين ومضيئين، ومنيرين في النهار والليل...
(من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوباً ولا علاجاً)
تمارس، المراس والممارسة: المعالجة والمزاولة.
لغوباً، اللغوب: التعب والإعياء.
علاجاً، العلاج: المزاولة والممارسة.
المعنى: يا إلهي! تباركت وتعاليت! لقد أنشأت هذا الكون الكامل المتكامل الذي ليس فيه نقص أو عيب (فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير). الملك/4.
سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أنشأت المخلوقات وابتدأتهم ولم تكن محتاجاً إليهم بل أنت الغني المطلق، فقد أنشأتهم رحمة وتفضلا وكرماً. وهذا الإنشاء لم يأخذ منك تعباً ولا إعياء، ولا ممارسة أو مزاولة، لفعل المخلوقين وما أمرك إلاّ بين الكاف والنون، وهو أن تقول للشيء: (كن) فيكون. فتباركت ربّاً خالقاً بارئاً ومصوراً رازقاً كريماً رحماناً رحيماً...
[فيامن توحّد بالعزّ والبقاء! وقهر عباده بالموت والفناء، صلّ على محمّد وآله الأتقياء، واستمع ندائي، وأهلِك أعدائي، واستجب دُعائي، وحقّق بفضلك أملي ورجائي].
(فيامن توحّد بالعزّ والبقاء! وقهر عباده بالموت والفناء)
توحّد: تفرد، ولم يكن له شريك في الوحدانية والاُلوهية.
العزّ والبقاء: إنّ كل موجود استمدّ وجوده من واجب الوجود، وهو الله تعالى، وكل عزيز عزّته مأخوذة من عزّة الله تعالى، والعزّة الأساسية هي لله وحده، وكل عزّة لمخلوقاته فهي من عزّته، وقد وصف نفسه ورسله والمؤمنين بالعزّة: (ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين). المنافقون/8.
القهر: الغلبة.
الموت: هو مفارقة الروح الجسد.
الفناء: هو العدم بعد الوجود.
المعنى: يا إلهي! يا من كنت فرداً متفرداً بالعزّة، ولا عزّة لعزيز إلاّ منك، ومتفرداً بالبقاء، ولا بقاء لباق إلاّ منك. ويا من قهرت وغلبت كل المخلوقين بالموت ومفارقة الروح الجسد، وعودة الأجساد إلى الأصل الذي جاءت منه وهو التراب، وجعلتهم معدومين من الدنيا، بعد أن كانوا موجودين فيها يتمتعون في خيراتها ونعيمها.
(صلّ على محمّد وآله الأتقياء، واستمع ندائي، وأهلِك أعدائي، واستجب دُعائي، وحقّق بفضلك أملي ورجائي)
التقي والمتقي: يقال: وقى فلاناً، أي صانه وستره عن الأذى، واتّقى الله تعالى، أي حذره، وخافه، وتجنّبه... والأتقياء هم الذين خافوا الله حق مخافته.
استمع: يقال: استمعت له إذا أصغيت إليه.
ندائي: صوتي ومناجاتي.
حقق: أي ثبّت، من التحقيق والتثبيت.
المعنى: يا إلهي! صلّ وترحم على محمّد حبيبك الذي اصطفيته وفضّلته على جميع خلقك وبريّتك، وعلى آله الأصفياء الأنقياء الأتقياء الذين أعززتهم وكرّمتهم وطهرتهم وفضلتهم على جميع من خلقت بعد رسولك، أتوسل إليك بهم وبكرامتهم وفضلهم عندك أن تصغي إليَّ وتسمع ندائي، وتستجيب دعائي، وتحقق بفضلك وجودك وكرمك آمالي التي أرجوها في الدنيا، وكل ما أرجوه من مغفرتك لذنوبي، وسترك لعيوبي في الآخرة يا أرحم الراحمين...
[يا خير من دُعي لكشف الضّرُّ والمأمول لكلّ عسر ويسر، بك أنزلت حاجتي فلا تردّني يا سيّدي! من سنّي مواهبك خائباً يا كريم يا كريم يا كريم! برحمتك يا أرحم الرّاحمين. وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا خير خلقه محمّد وآله الطّاهرين أجمعين].
(يا خير من دُعي لكشف الضّرُّ والمأمول لكلّ عسر ويسر)
الضرّ: الهزال، وسوء الحال، قال تعالى: (وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو). الأنعام/17 ويونس /107.
المأمول: المرجو والمستعان.
العسر: نقيض اليسر، وهو ضيق الحال وشدّته.
المعنى: يا إلهي! أتوجه إليك يا خير من دُعي وسُئل لكشف وإزالة كلّ ضرّ وسوء حال وقع بي، وأسألك يا خير مأمول ومرجو ومستعان في جميع الحالات والأوقات من يسر وعسر... وضيق وشدّة، أنت وحدك سبحانك ترفع عن عبادك كلّ حالة صعبة وشديدة لا يبدلها غيرك...
(بك أنزلت حاجتي فلا تردّني يا سيّدي! من سنّي مواهبك خائباً يا كريم يا كريم يا كريم! برحمتك يا أرحم الرّاحمين)
الحاجة إلى الشيء: الفقر إليه مع محبته.
المواهب، جمع موهبة، وهب يهب وهباً وهبةً: هو العطاء بلا عوض.
الخائب: هو الذي لم يجد مطلوبه.
المعنى: يا إلهي وسيّدي ومولاي! بك وفي ساحتك أنزلت وقدمت حوائجي، وأنت الكريم الذي لا ترد سائلا أو محتاجاً أو فقيراً أو معوزاً، لا ترد أحداً يطلب منك حوائجه، لكرمك القديم العميم الدائم، ورحمتك الواسعة الدائمة يا أرحم الراحمين.
(وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا خير خلقه محمّد وآله الطّاهرين أجمعين)
ثم تسجد وتقول:
[إلهي! قلبي محجوب، ونفسي معيوب، وعقلي مغلوب، وهوائي غالب، وطاعتي قليل، ومعصيتي كثير، ولساني مقرّ بالذنوب، فكيف حيلتي يا علاّم الغيوب! يا غفّار الذنوب! يا ستّار العيوب! اغفر لي ذنوبي كلّها، يا غفّار يا غفّار يا غفّار! يا شديد العقاب يا غفور يا رحيم! يا حليم يا كريم! اقض حاجاتي بحقّ القرآن العظيم، والنبيّ الكريم وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين، الطيّبين الطاهرين].
من صفات المؤمنين:
قال الله تعالى: (محمّد رسول الله والذين معه أشداء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجّداً يبتغون فضلا من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود). الفتح/29.
هذه بعض صفات أصحاب نبيّنا محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) المؤمنين، لا رحمة بينهم وبين الكفّار، بل لابد من الشدّة والقساوة عليهم، ولا شدّة ولا قساوة مع المؤمنين، بل الرحمة والشفقة فيما بينهم.
وترى أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) المؤمنين ركّعاً.
الركوع: هو الإنحناء إلى حدّ وضع اليدين على الركبتين.
وسجّداً: السجود: هو وضع المساجد السبعة على الأرض وهي: الجبهة والكفّان والركبتان ورؤوس إبهامي الرجلين.
وترى أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) المؤمنين لهم سيماء وعلامات في وجوههم من كثرة السجود.
السجود هو العلامة الفارقة بين المؤمنين وغيرهم، وهو وضع الجبهة على الأرض تعبداً وتواضعاً وتذللا لله تعالى قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً(9).
وقال أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): أقرب ما يكون العبد إلى الله عزّوجلّ وهو ساجد(10).
وسمة أثر السجود على جبهة المؤمن لها أهميتها الكبرى يوم القيامة، وذلك قول الله تعالى: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود). الفتح/29.
فقد روي عن ابن عبّاس(رضي الله عنه) أنه قال: علامة المؤمنين يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشدّ بياضاً.
وقال: شهر بن حوشب: تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر(11).
فإذا قرأنا هذا الكلام، وقرأنا قوله تعالى: (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم). الحديد/12.
علمنا أنّ للمؤمن نوراً يسير به، لكي يصل إلى موقعه ومكانه في الحساب يوم القيامة، إن وقف للحساب، وبعدها يُبشَّر في الجنّة والرضوان.
وأمّا المنافق فماذا لديه؟
هل عنده نور يسير به في عرصات القيامة؟!
وإلى أين سيصل؟!
وما هو مصيره ومآله؟؟!!
لنقرأ قول الله عزّ وجلّ: (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا اُنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً). الحديد/13.
يسعى نور المؤمنين والمؤمنات بين أيديهم، من جراء إيمانهم وصلاتهم وعباداتهم وطاعاتهم لله تعالى، وإطالتهم لركوعهم وسجودهم خاضعين خاشعين لربّهم العظيم الكريم تبارك وتعالى...
عندما يرى المنافقون نور المؤمنين يسعى بين أيديهم، يطلبون منهم أن ينتظروهم ليسيروا معهم على نورهم وهو قوله: (اُنظرونا نقتبس من نوركم). فيقول لهم المؤمنون: (ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً) .
أي ارجعوا بالفكر والعقل إلى الأيام التي عشتموها في دار الدنيا، فهل كان لديكم أعمال من الطاعات والعبادات والخيرات... تضيء لكم في هذا الموقف؟؟!! لا. لم يكن لديهم أي عمل في الدنيا يرضي الله تعالى، بل كانوا يسخرون من المؤمنين، ويهزؤون من أعمالهم، ويتّبعون شهواتهم وشياطينهم من الإنس والجن، فكانت هذه عاقبتهم.
يُضرب بين المؤمنين والمنافقين حجاب وسور فيه باب يكون فيه من ناحية المؤمنين الرحمة، ومن ناحية المنافقين العذاب: (فضُرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب). الحديد/13.
إذن عاقبة العبادة، وطاعة الله سبحانه النور والضياء يوم القيامة، وعاقبة المنافقين والكافرين والجاحدين الظلمات والتخبط في عرصات القيامة، وفي النهاية العذاب المهين، مع الشياطين والمجرمين، في نار الجحيم، وساءت مصيراً.
ثواب السجود والدعاء:
روي في كتابي السرائر وفلاح السائل، عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر(عليه السلام): أيّهما أفضل في الصلاة كثرة القراءة أو طول اللبث في الركوع والسجود؟
قال: فقال(عليه السلام): كثرة اللبث في الركوع والسجود في الصلاة أفضل!.
أما تسمع لقول الله تعالى: (فاقرؤا ما تيسّر منه وأقيموا الصلاة). المزمّل/20.
إنّما عني بإقامة الصلاة، طول اللبث في الركوع والسجود.
قلت: فأيّهما أفضل كثرة القراءة أو كثرة الدعاء؟
فقال(عليه السلام): كثرة الدعاء أفضل.
أما تسمع لقول الله لنبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم): (قل ما يعبؤُا بكم ربّي لولا دعاؤكم)(12). الفرقان/77.
صفات شيعة أهل البيت(عليهم السلام):
روى العياشي(رحمه الله)، عن أبي بصير، أنّ الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) قال له: يا أبا محمّد! عليكم بالورع والاجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحُسن الصُحبة لمن صحبكم، وطول السجود، فإنّ ذلك من سُنن الأوّابين(13).
وروى الصدوق(رحمه الله) بسنده، عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) من حديث بعد ذكر الأئمّة(عليهم السلام) قال: ودينهم الورع والعفّة، والصدق، والصلاح، والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وطول السجود، وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الصحبة، وحسن الجوار(14).
وروى الحسن بن شعبة(رحمه الله)، عن أبي محمّد الحسن العسكري(عليه السلام) أنّه قال لشيعته: اُوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برٍّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسّن خلقه مع الناس، قيل: هذا شيعيّ! فيسرّني ذلك.
اتقوا الله، وكونوا زيناً، ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كل مودّة، وادفعوا عنّا كل قبيح.
فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك.
لنا حقّ في كتاب الله، وقرابة من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وتطهير من الله، لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب.
أكثروا ذكر الله، وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّ الصلاة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لها عشر حسنات. احفظوا ما وصيّتكم به، وأستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام(15).
وروى الصدوق(رحمه الله)، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنّه قال: قال أميرالمؤمنين(عليه السلام): أطيلوا السجود، فما من عمل أشدّ على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً لأنّه أمر بالسجود فعصى، وهذا أمر بالسجود فأطاع ونجا(16).
وروى الصدوق(رحمه الله)، عن معاوية بن عمّار قال: سمعت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام)يقول: إنّ العبد إذا أطال السجود حيث لا يراه أحد، قال الشيطان: و أويلاه! أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت(17).
وروى الصدوق(رحمه الله)، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: جاء رجل إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فقال: يا رسول الله! كثرت ذنوبي، وضعف عملي.
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر السجود، فإنّه يحطّ الذنوب كما تحطّ الريح ورق الشجر(18).
رجال ضمن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لهم الجنّة
روى الشيخ الطوسي(رحمه الله) بسنده، عن أبي عبدالله(عليه السلام) الصادق قال: إنّ قوماً أتوا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله! اضمن لنا على ربّك الجنّة.
قال: فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): على أن تعينوني بطول السجود.
قالوا نعم يا رسول الله. فضمن لهم الجنّة(19).
وروي، عن أبي عبدالله(عليه السلام) الصادق قال: جاء رجل ودخل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)فقال: يا رسول الله! إنّي اُريد أن أسألك!
فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): سل ما شئت.
قال: تحمل لي على ربّك الجنّة؟
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): تحمّلت لك، ولكن أعنّي على ذلك بكثرة السجود(20).
وروى الكليني(رحمه الله) بسنده، عن أبي عبدالله(عليه السلام) الصادق قال: مرّ بالنبيّ رجل وهو يعالج في بعض حجراته فقال: يا رسول الله! ألا أكفيك؟
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): شأنك، فلمّا فرغ.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): حاجتك؟
قال: الجنّة، فأطرق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ثم قال: نعم، فلمّا ولّى.
قال له: يا عبدالله! أعنّا بطول السجود(21).
شيء من سجود الأئمة(عليهم السلام):
روى السيد ابن طاووس(رحمه الله)، عن عليّ بن الحسين(عليه السلام) أنّه برز إلى الصحراء، فتبعه مولاً له فوجده ساجداً على حجارة خشنة، فأحصى عليه ألف مرّة «لا إله إلاّ الله حقّاً حقّاً لا إله إلاّ الله تعبّداً ورقاً، لا إله إلاّ الله إيماناً وصدقاً». ثم رفع رأسه(22).
وروي: عن منصور الصّيقل قال: حججت فمررت بالمدينة، فأتيت قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فسلّمت عليه ثم التفتُّ فإذا أنا بأبي عبدالله(عليه السلام) الصادق ساجداً، فجلست حتى مللت، ثم قلت لاُسبّحنّ ما دام ساجداً، فقلت: سبحان ربّي العظيم وبحمده، أستغفر الله ربّي وأتوب إليه ثلاثمائة مرة ونيفاً وستّين مرّة، فرفع رأسه ثمّ نهض. فأتبعته وأنا أقول في نفسي: إن أذن لي دخلت عليه ثم قلت له: جعلت فداك أنتم تصنعون هكذا فكيف ينبغي لنا أن نصنع؟ فلمّا أن وقفت على الباب خرج إليَّ مصادف فقال: اُدخل يا منصور! فدخلت، فقال لي مبتدئاً: يا منصور! إنّكم إن أكثرتم أو أقللتم فو الله ما يُقبل إلاّ منكم(23).
وروى الصدوق(رحمه الله) بسنده، عن الإمام محمّد بن عليّ الباقر(عليه السلام) قال: كان لأبي(عليه السلام) في موضع سجوده آثار ناتئة وكان يقطعها في السنة مرتين، في كل مرة خمس ثفنات، فسمّي ذا الثفنات لذلك(24).
وروى الصدوق(رحمه الله) بسنده، عن عبدالله بن الفضل، عن أبيه، من حديث طويل، أنّه دخل على أبي الحسن موسى الكاظم(عليه السلام)، قال: فإذا أنا بغلام أسود بيده مقصّ يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة سجوده(25).
وروى الصدوق(رحمه الله) بسنده، أنّه سئل الإمام أبي عبدالله(عليه السلام) لِمَ اتّخذ الله عزّ وجلّ إبراهيم خليلا؟
قال(عليه السلام): لكثرة سجوده على الأرض(26).
وروى الشيخ الطوسي(رحمه الله) بسنده، عن السكوني، عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام)قال: قال عليّ(عليه السلام): إنّي لأكره للرجل أن أرى جبهته جلحاء ليس فيها أثر السجود(27).
وروى الديلمي(رحمه الله)، عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: جاء رجل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: علّمني عملا: يحبّني الله، ويحبّني المخلوقون، ويثري الله مالي، ويصح بدني ويطيل عمري، ويحشرني معك؟!
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): هذه ست خصال تحتاج إلى ست خصال:
إذا أردت أن يحبّك الله! فخفه واتّقه.
وإذا أردت أن يُحبك المخلوقون! فأحسن إليهم وارفض ما في أيديهم.
وإذا أردت أن يثري الله مالك! فزكّه.
وإذا أردت أن يصحّ الله بدنك! فأكثر من الصوم.
وإذا أردت أن يطيل الله عمرك! فصل ذوي أرحامك.
وإذا أردت أن يحشرك الله معي! فأطل السجود بين يدي الله الواحد القهّار(28).